سمير غيث والراحل منذر داود
بال سبورت : يُطل علينا الكاتب والصحافي المخضرم، سمير عزت غيث، عبر نوافذ "السوشيال ميديا" بمساحة واسعة كرسها من اجل رثاء رفيق دربه، منذر داود، بعبارات ينبعث منها الوفاء والانتماء والوجد الصادق للراحل، لأنه بادر الى وضع كامل ثقته بالزميل سمير مستغلاً علاقته الدافئة وتأثيره المباشر، وقد نجح في جلبه الى بلاط صاحبة الجلالة، لأن ظرفاً طارئاً تطلب من الراحل ان يُغادر الوطن لمدة أسبوع، وقد وجد ضالته المنشودة في "أبي العز" كي يتولى مسؤولية التحرير الرياضي في الزميلة جريدة القدس الغراء.
سمير غيث، ورغم شغفه بالصحافة، وكل ما يتفرع عنها، ومواظبته على الاشتباك والتعاطي معها، منذ نعومة أظفاره، إلا انه توصل لاستخلاص قوامه ان احتراف الصحافة، في حينه، لا يُطعم خبزاً، ولا يُقيم أوداً، ولذلك فقد نزع باتجاه وظيفة أخرى يعتاش من خلالها، لكن ظرف الراحل ومغادرته الوطن، بشكل نهائي، واستقراره في أميركا، رمى بكرة الصحافة في ملعب سمير، فأصبح المحرر الرياضي للزميلة "القدس".
عندما سارع الراحل منذر داود الى سمير غيث، فلأنه عَهِدَ فيه الوفاء والإخلاص والصدق والثبات على الموقف، وكل هذه الصفات والخِصال الحسنة والحميدة لمستها، شخصياً، في سمير، فالرجل على خُلق واسع، وودود الى أبعد الحدود، وزاهد في شغل المواقع، حتى الريادية منها، وقد غمرني الرجل بكريم لطفه وسمو أخلاقه فكان دائم الاتصال معي خلال محنة المرض، التي ألمت بي في الآونة الأخيرة، وقد مَنّ الله، سبحانه وتعالى، عليّ بالشفاء.
يرحم الله منذر داود، والله اسأل ان يطيل في عمر سمير غيث، وان يبقيه رمزاً للعطاء والثقة والوفاء، وتحية إعزاز وإكبار لكل مَنْ سبقنا بوضع اللبنات الأولى لإعلام رياضي فلسطيني، كان يُكابد العناء والشقاء والعَنَت والتحديات، وفي مقدمتها الاحتلال.