ميشلين زكاك اول حكم كرة قدم من مدينة يافا
أتجاهل جميع الهتافات واللإستفزازات من قبل الجمهور
يافا – تيسير جابر/ ميشلين زكاك ابنة مدينة يافا المحتلة عام 1948 تتمتع بثقافة عالية وبشخصية قوية , اضافة الى مسحة جمالية ترتسم على ملامحها , رغم حصولها على الاجازة في اللغة الانجليزية الا انها اختارت مهنة قضاة الملاعب بما فيها من صعوبات ومشاكل لا يتحملها الرجال احيانا , ولكن سلاح الارادة والتحدي الذي تملكه جعلها تنجح وتفرض شخصيتها وقراراتها داخل المستطيل الاخضر.
وفي زيارة خاطفة الى منزلها , تحدثت الينا عن رحلتها في عالم التحكيم وطموحها والمشاكل التي تعترضها احيانا من وراء الصافرة .
ماذا في بطاقتك الشخصية ؟
ميشلين زكاك , من مواليد مدينة يافا وسكانها ,احمل الشهادة الجامعية في اللغة الانجليزية , عزباء , 25 عاما , حكم في كرة القدم .
ولماذا جاء اختيارك لمهنة التحكيم في كرة القدم ؟
هي الصدفة التي قادتني الى هذا المجال , حيث اقيمت في المدرسة التي تعلمت بها دورة خاصة في مجال التحكيم , التحقت بهذه الدورة وحصلت على الشهادة , ومن هنا ابتدأ المشوار كما يقول المطرب عبد الحليم حافظ ، وبالمناسبة يعود الفضل في لباسي للزي الاسود لمدرس التربية الرياضية في المدرسة التي تعلمت بها , فهو من شجعني ووقف الى جانبي .
كم مدة الدورة ؟
ثلاثة شهور .
اختارتني لجنة الحكام لادارة مقابلة للصغار , تلقيت ردود فعل ايجابية من مراقبي الحكام , بعدها عهد الي ادارة العديد من المقابلات كحكم ساحة للدرجة الثانية وحكم راية او رابع للدرجة الاولى .
هل مارست كرة القدم قبل دخولك التحكيم ؟
نعم مارستها في المدارس , وانا بالمناسبة اعشق كرة القدم منذ الصغر ,لأنها مليئة بالحماس والتوتر .
كيف قابلت العائلة قرارك بدخول هذا المجال ؟
العائلة وقفت الى جانبي وشجعتني كثيرا , اضافة الى ان والدي يرافقني احيانا الى الملاعب , فهو رياضي وعاشق لكرة القدم .
وردود فعل اهالي مدينتك والمقربين منك ؟
هناك تشجيع ,خاصة من اللاعب الدولي السابق والمعروف رفعت ترك .
كيف تتعاملين مع هتافات الجماهير من على المدرجات ؟
لااعيرها أي اهتمام , واتجاهلها , خاصة اذا كان هناك كلام بذئ .
هل نعتوك بهذا الكلام , سواء اللاعبين او الجماهير ؟
لا يخلو الامر من بعض الكلمات الشاردة عندما يكون فريق ما مهزوم , اسمع عبارات مثل " مكانك في المطبخ وليس هنا " , اما اللاعبون فلم اسمع منهم أي تجريح حتى الساعة , بالعكس هم يحترمونني , وفي حال حاول زميل لهم استفزازي يوقفونه عند حده , على العموم الامور تسير بشكل جيد وايجابي .
اين يصل طموحك ؟
بصراحة , اطمح في الحصول على الشارة الدولية , وادارة مقابلات دولية واعتقد انني سأنجح لان مقومات النجاح متوفرة عندي .
ما هي هذه المقومات ؟
لدي لياقة بدنية عالية , اهوى التحكيم , على دراية كاملة بقوانين كرة القدم واتابع كل جديد من هذه القوانين .
وجمالك ؟
لا علاقة للجمال بالتحكيم , فأنا لا اعمل مذيعة تلفزيونية او عارضة ازياء .
ألا ترغبين بالعمل كمذيعة ؟
احب هذه المهنة , ولكن كمحللة في مباريات كرة القدم .
انت كعربية وتعيشين في مدينة يافا المختلطة , هل تشعرين بالعنصرية من قبل اليهود انت وعائلتك ؟
واجهت العنصرية وانا في الكلية , خصوصا عند حدوث انفجار ما , اسمع حينها مجموعات يهودية تعرب عن استيائها من العرب .
وكيف سيكون رد فعلك حينئذ ؟
اتجاهلهم , وكما يقول المثل العربي عندنا " اسمع من هون وطنش من هون " .
لو طلب منك زوج المستقبل اعتزال التحكيم , ماذا سيكون ردك ؟
عندما اتزوج , اكيد انني سادرس هذا الشخص لافهمه ويفهمني , ومن خلال حوارنا , لاشك انني سأطرح عليه هذا الموضوع , خاصة مدى حبي وتعلقي بمهنة التحكيم ولا اعتقد انه سيقف في طريق رغبتي وطموحي بالتوازي مع اهتمامي وارتباطي به وفي البيت .
ما هي الصفات الواجب توفرها في شريك المستقبل ؟
افضله مثقف وواع , طيب وحنون وكريم وخلوق , اضافة الى قوة الشخصية لديه .
هل انت راضية عن نفسك حتى الان ؟
نعم , وراضية عن جميع القرارات التي اتخذتها حتى الان , وبالمناسبة انا سعيدة جدا في حياتي وعملي وبكل شئ .
هل حاولت اقناع صديقاتك باللحاق بسلك التحكيم ؟
هناك فتاة من بلدتي في طريقها الى الوصول الى هذا المجال , ايضا في مدينة الناصرة كانت هناك فتاة اسمها نورا بني ربيعة اعتزلت وهي فى سن مبكر ولا اعرف السبب , وآمل ان تلتحق فتيات اخريات في سلك التحكيم , وانا بلا شك احاول اقناع صديقاتي بالدخول الى هذا المجال .
كيف انت والمطبخ ؟
جيدة , واجيد طهي بعض المأكولات .
هل تستمعين الى الاغاني ؟
نعم , انا احب الموسيقى , واستمع الى فيروز وعبد الحليم وام كلثوم .
* كلمة اخيرة ؟
اتمنى الوصول الى العالمية كما ذكرت لك , وكذلك اتمنى ان يعم السلام والامن في هذه البلاد حتى لا نرى صور ومشاهد القتل والدمار .