فلسطين والرئيس و"مارادونا"
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
مع رحيل أسطورة الكرة الأرجنتينية مارادونا، نتذكر، كفلسطينيين، عباراته التي سبق واعلنها على الملأ أثناء منافسات المونديال الروسي العام 2018 عندما صرح قائلاً: "قلبي فلسطيني"، وخاطب السيد الرئيس محمود عباس بهذه العبارات: "هذا الرجل يريد السلام في فلسطين"، واستطرد قائلاً: "لدى الرئيس عباس دولة وحق".
مارادونا غادر مسرح الحياة بعد مشوار كروي حافل بالإبداع والعطاء والتميز، بوأه عرش الكرة العالمية، في ظل حالة جدلية ظلت قائمة ومستشرية حتى اللحظات الأخيرة في حياته، لأن هناك مَنْ كان يعتقد أن أسطورة البرازيل، والمقصود، هنا، بيليه، هو افضل مَنْ أنجبته ملاعب الكرة على مدار التاريخ.
مليون مواطن أرجنتيني ساروا في جنازة مارادونا، في ظل أعلام مُنكسة، وحِداد لمدة ثلاثة أيام بقرار من رئيس الجمهورية، الذي سارع الى نعي مارادونا بعبارات تقطر حزناً وألماً وتُدلل على ألم الفراق، لأن مارادونا كان ثروة قومية حقيقية لبلاده، ومن خلال إبداعاته وتعدد مواهبه وقوة حضوره وضع الأرجنتين على قمة لائحة دول العالم فتردد اسمها في أركان الأرض.
مارادونا الذي نشأ وترعرع في بيوت الصفيح البائسة في ضواحي العاصمة "بيونس ايرس"، عانى من حياة الفقر والفاقة والحرمان، لكنه أصبح حديث العالم بفضل مشواره الإبداعي في عالم "الجلد المنفوخ"، وقد تسابق على نعيه كافة الرموز الكروية، ومن بينها مشاهير الكرة الإنكليزية، غير آبهين بما فعله بمنتخب بلادهم في مونديال 1986 في المكسيك، عندما سجل هدفاً بيده اليسرى في مرمى "بيتر شيلتون"، واحتسبه الحكم التونسي علي بن ناصر، فكان سبباً في خروج منتخب "الأسود الثلاثة"، من الدور ربع النهائي، فكانت الفرحة اثنتين في الأرجنتين، فرحة هزيمة إنكلترا، وفرحة رد الاعتبار لبلاده على ضوء هزيمتها في حرب جزر فوكلاند.
في أيامه الأخيرة، سئل مارادونا عن اهم أمنياته فكانت إجابته كالتالي: "مثلما تدخلت يد الله اليسرى وسجلت هدفاً في إنكلترا، أتمنى أن تتدخل يد الله اليمنى، وتنقذني مما أنا فيه".