سلوكيات تُنذر بعواقب وخيمة
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
الرسائل التي تُروّج لها كرة القدم باتت كثيرة، فلم تعد محصورة في التنافس وتحقيق الانتصارات والإنجازات، بل هناك ما لا يقل أهمية عن هذا المنطق الكروي الصحي.
كرة القدم، أصبحت تشكل الرقم الصعب في الاقتصاد العالمي، وإذا أردنا أن نغوص في لغة الأرقام والنسب المئوية فهي كثيرة، وربما لا حصر لها، ففي البرازيل، على سبيل المثال وليس الحصر، فإن كرة القدم تساهم بما نسبته 9% من الدخل القومي.
رسائل الكرة لا تتوقف عند هذا الحد، بل إنها تتعداه لتكون من أهم وأبرز عوامل تعزيز وترسيخ الهوية الوطنية، من خلال رفع العلم، وإعلاء صوت النشيد الوطني بحيث يصدح في كل مكان تحلّ فيه المنتخبات.
كرة القدم أضحت الوسيلة الأهم والأرفع شأناً في بناء الأجيال، من خلال الرسائل المتعددة، التي تُمررها وتصل إلى المتلقين، بكل سهولة ويسر، نظراً لاتساع رقعة الشعبية التي تتحلى بها.
كرة القدم باتت تنشر الفضائل بين اللاعبين أنفسهم وبين مواكب الأجيال المأخوذين بمتعتها وإثارتها، وبناء على ذلك، فإننا نُصر أن نلعب هذا الدور المهم في كافة المسابقات الرسمية الاتحادية.
مع شديد الأسف هناك سلوكيات فجّة، وغير ناضجة، تصدر عن بعض اللاعبين أثناء منافسات الدوري بشقيه: المحترفين والاحتراف الجزئي، والهدف من ورائها استفزاز اللاعب المنافس، كي يفقد اتزانه وتركيزه.
رسائل كثيرة وصلتني بهذا الشأن، وترددت في التعاطي معها وإثارتها، لعل وعسى، أن تتم السيطرة على هذه الظاهرة القميئة، من خلال تشديد المراقبة والمتابعة، وهذا دور الاتحاد والحكام والمراقبين، تمهيداً للتعرف على الذين يجدون ضالتهم في الشتم والسِّباب، وإيقاع أقصى العقوبات بحق كل مَنْ ينغمس في هذا المسلك اللاأخلاقي.
إن سلوكيات من هذا القبيل خارجة عن عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا وموروثاتنا، فملاعبنا وُجدت لنشر قيم المحبة والتعاضد بين مرتاديها، بعيداً عن الدخول في مشاحنات لا نجني من ورائها إلا بث روح الشحناء والبغضاء والفتن، جنبنا الله ويلاتها ونيرانها الحارقة.