لعنة أطفال فلسطين و لبنان هل تصيب رونالدينيو.....؟!

محمد العباسي
رونالدينيو البرازيلي الجنسية ساحر المستطيل الأخضر, ذكي جدا في الملعب بإحراز الأهداف و هو كذلك في حياته الشخصية و العامة. إذ أنه عرف كيف يمتص غضب الجماهير العربية التي تعشقه خلال نفيه للتصريحات الغير مسئولة حول الحرب الإسرائيلية اللبنانية و وقوفه متحيزا لإسرائيل و عدم اكتراثه على الدمار الشامل الذي أصاب البنية التحتية للبنان و موت أطفاله و نسائه و رجاله كما يحزن عندما يهدر فرصة أمام هدف الخصم و لم يبال بدماء أطفال فلسطين و لبنان حيث أرسل كرات موقعة باسمه إلى أطفال إسرائيل. رونالدينيو خسر بذلك شعبية 300 مليون عربي و كسب في الطرف الأخر فقط شعبية 5 ملايين إسرائيلي نتيجة لرأيه في هذه الحرب, علما بأن دولة البرازيل و شعبها و رئيسها قد شكلوا منظمة عالمية في أمريكا الجنوبية لمساعدة الدولة الفلسطينية و الدول العربية.
غريب جدا أن يتصرف لاعب مثل رونالدينيو هذا التصرف الغير مسئول و يتكلم بشؤون السياسة متحيزا لطرف ضد طرف أخر, علما بأنه قد عين سفيرا للنوايا الحسنة في هيئة الأمم المتحدة.
رونالدينيو الذي لم يتصرف بذكاء في هذا الحدث قد أضاع هدفا بل أهدافا كثيرة على المدى الطويل كما فعل الغاني الذي أخرج من سرواله علم إسرائيل عندما سجل هدف لهم فرحا بذلك علما بأنه يجب أن يرفع علم بلاده و حدث بعدها ما حدث من اعتذارات من إتحاده و دولته.
هل يكفي رونالدينيو الاعتذار و تصريحاته في الصحف العربية عن ذلك, أم هل سبق السيف العذل و أن لوح الزجاج الذي شعره من الصعب لملمته لأن ذلك يؤدي إلى جرح الأصابع التي قامت باللملمة و هذه مقولة صينية تعلمناها من زمن بعيد.
عزيزي رونالدينيو، على مدى ثلاثة عقود كنت أعشق الفانيلا الصفراء التي تشبه سنابل القمح و الشعير في بلادي وبلادك, التي تميل للصفار نتيجة انعكاس أشعة الشمس عليها و ما زلت أحبها و لكن الآن ليس على جسدك, بل على جسد رونالدو و روبرتو كارلوس و أدريانو. أما أنت فقط شطبت من ذاكرتي الرياضية. هل تعرف شقائق النعمان, أنها مليئة في بلادي ارتوت بدماء أطفال فلسطين و لبنان و خرجت حمراء قانية ، أما عرقك الذي يسقط في ملعب نيوكامب و برنابيو مستحيل أن يخرج مثل هذه الورود إنما يخرج دولارات.
فيا ترى ماذا لو رأت والدتك الطيبة التي لا تختلف شيئا عن أمهات بلادنا في عطفها و حنانها حفيدها وابنها يطلق عليه النار و يصاب في حذائه الذهبي و قدميه الذهبيتين التي يعاكس و يداعب بها الكرة ماذا تقول في هؤلاء.
رونالدينيو: إن البشر يبني الحجر و إن الحجر بنى العزة و الكرامة للبشر. فنحن أهل عزة و كرامة. و إذا كنت لا تعرف ذلك فاسأل في اسبانيا عن حضارتنا.