شهامة مقدسية طبيعية ومتوقعة
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
إذا أردنا الخوض في مزايا الرياضة ومكاسبها والفوائد العظيمة، التي نجنيها من وراء ممارستها، فإنها تحتاج الى وقفات، وليست وقفة عابرة، لكن لا بأس من التوقف عند أهمها، وتحديداً في الشق المتعلق ببناء علاقات ووشائج بين أفرادها، بحيث لا يمحوها الزمن بل تبقى حاضرة وموجودة، لأنها محفورة في الذاكرة.
يتغنى الرياضي المخضرم والزميل الإعلامي، إياد الريس، بالمواقف المُشرفة، التي يسطرها مجايلوه وزملاؤه من رياضيي الزمن الجميل في القدس وسواها، ويتم التعبير عنها بدفء وصدق وشهامة بدافع الحرص على تمتين عرى التواصل، كلما سنحت سانحة، او تهيأت فرصة.
إياد الريس يتوقف، بفخر وزهو ممزوجين بالشكر والثناء عند حالة الالتفاف، التي رسختها كوكبة من الأسماء الرياضية المقدسية، عندما خفّت مسرعة باتجاه مشفى المقاصد حيث يمضي الرياضي المخضرم عواد خطاب فترة استشفاء ونقاهة في أعقاب إجراء عملية قلب مفتوح ناجحة وهم: إبراهيم نجم، موسى الطوباسي، سمير غيث، ماهر مفارجة، جودة مسودة، عماد الزعتري، فتوح سكافي، وليد أبو ميالة، درويش الوعري.
هذه الكوكبة من رياضيي الزمن الجميل، حرص أصحابها الاطمئنان على لاعب خدمات النصيرات السابق، قبل إجراء العملية وبعدها، وكانوا بمثابة الأهل والأحبة، فرسموا فيضاً من الابتسامات الواسعة على وجه زميلهم السابق في الملاعب.
مبادرة هؤلاء المُقدرة، والتي تستحق الثناء والتحية الخالصة، تندرج في إطار الواجب، وهي القيمة الأصيلة، التي يحافظ عليها الفلسطينيون، ويتمسكون بها وربما ينفردون عن سواهم بهذه الخصلة الحميدة إيماناً منهم بانعكاساتها وتداعياتها الإيجابية.
حالة الالتفات، التي رسخها بعض رياضيي القدس هي عبارة عن حلقة ضمن سلسلة مُمتدة بحيث يسير على نهجها وخطاها كافة الفلسطينيين، لأنها جزء أصيل من موروثهم الذي يصرون على غرسه في نفوس الأجيال، وهو مؤشر يعزز في الأذهان مَيل أبناء الوطن الى التأكيد على أهمية الوحدة الرياضية والوطنية سواء بسواء.