ياسين الرازم و"الكلاسيكو" وأشياء أخرى
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
أخي وزميلي وصديقي العزيز "ابو إسلام"، تحية وتقدير.
قرأت عشرات التحليلات لـ "الكلاسيكو"، ولكنني لم أقرأ تحليلاً واحداً يبين أسباب فوز الريال وخسارة برشلونة، للأسف الشديد معظم التحليلات، وخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي، كانت عاطفية، وغير موضوعية، وتستند الى ان هذا المحلل او ذاك يحب برشلونة او الريال، وكانت بعيدة كل البعد عن الأسس الضرورية الواجب توفرها لدى المحلل الرياضي وأهمها الموضوعية والحيادية والابتعاد عن الميل لهذا او ذاك.
شخصياً أرى أنه بناء على ما قدمه الفريقان في الشوط الأول كان من المتوقع ان تنتهي المباراة بالتعادل، وكانت هناك نقاط مفصلية أثرت على سير المباراة وعطلت خطة "كومان" وساعدت زيدان في تحقيق الفوز أولها: إصابة "ناتشو" وكان يشكل نقطة ضعف في دفاعات الريال واستبداله بـ "فاسكيز" الذي نجح في الحد من خطورة وتحركات ظهير برشلونة "ألبا"، وبذلك فقد "كومان" احد ابرز أضلاع خطته اذا ما علمنا ان الجهة اليمنى لبرشلونة كانت دفاعية بحتة نظراً لوجود لاعبين جديدين وصغيرين ودورهما دفاعي، الى حد كبير، وكان "كومان" يعتمد كلياً على إسناد واختراقات "ألبا" من الجهة اليسرى.
الريال كان فريقاً متماسكاً ومسيطراً على منطقة المناورة، الى حد ما، وساعده تراجع مستوى "بوسكيتش" في قطع الكرات والارتداد، اضف الى ذلك، فان تعطيل فاعلية "ألبا" أجبر برشلونة الاعتماد على طريقة الاختراق من العمق عبر "ميسي" و"كوتينيو" وكلاهما فشل في تمويل "فاتي"، المهاجم الوهمي، بالكرات بعد الدقائق الأولى من الشوط الثاني، وقد شهدت فرصتين لبرشلونة.
عودة لـ "الريال"، نجح في امتصاص هجمات برشلونة مطلع الشوط الثاني بقيادة "راموس" القائد الذي استغل غباء الفرنسي "لنجليت" والتأثير على الحكم و"الفار" والحصول على ضربة جزاء صحيحة، وقد شكلت منعطفاً في سير اللقاء في الوقت الذي نسي "ميسي" انه القائد عندما تعرض لعرقلة داخل حدود منطقة الجزاء في الشوط الأول.
التقدم بالهدية، غير المتوقعة، دفع بنجوم "الريال" للاستماتة حفاظاً على تقدمهم، واستخدم "كومان" أوراقه الهجومية متأخرا جداً، وكان من الطبيعي أمام التوازن الخططي لـ "الريال" ان تفشل محاولات برشلونة للتعديل، على قلتها، وينجح الريال في إحراز الهدف الثالث بواسطة العجوز "مودريتش".
أخيراً اكرر رجائي للزملاء المحللين الالتزام بالموضوعية والحيادية والشفافية، وأقول: من حق الإعلامي أو المحلل ان يتمنى فوز الفريق الذي يشجعه، ولكنه يبقى مطالباً برؤية المباراة والفريقين بعيون واسعة اذا ما أراد أن يطلق على نفسه محللاً رياضياً.