منطق التهديد المؤسف
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
اللغة التي لا أُحبذها، النزوع باتجاه نهج الابتزاز، سواء أكان مقصوداً أم عفو الخاطر، لإيماني ان الابتزاز نهج عدمي وسقيم، ولا يمكن ان يساهم في عملية البناء والتطوير.
ما دفعني للكتابة في هذه الجزئية ان هناك بعض الفرق النادوية في محافظات الوطن الجنوبية، شرعت في تسريب مواقف، غير رسمية، تشير الى أنها لا ترغب في المشاركة في بطولة الدوري الممتاز، التي تقرر انطلاق منافساتها يوم 20 تشرين الثاني المقبل ما لم تتلق دعماً من اتحاد الكرة.
التلويح بعدم المشاركة في منافسات الاتحاد الرسمية خطوة غير موفقة، وغير لائقة، وقد عَمَدت إليها بعض الفرق الكبرى، على مستوى الوطن العربي، وفي مقدمتها نادي الزمالك، لكنه اقلع عنها ولم ينفذها، لأن بطولات الاتحادات الكروية هي عبارة عن قضايا وطنية صميمية لا تقل شأناً ولا قيمة ولا مستوى عن القضايا الأخرى ذات العلاقة بكل ما يمس الوطن والمواطن.
رفضي المطلق لممارسة الابتزاز، أو حتى التلويح به، ليس معناه أنني ضد الفرق، وضد حرية إبداء الرأي، على العكس فأنا مع الإفصاح، من دون تردد، عما يجول في خلد وخاطر القائمين على الأندية من معاناة وتحديات جمّة وكثيرة، لكن بعيداً عن التهديد والوعيد بالامتناع عن المشاركة في مسابقات رسمية، وُجدت من اجل إثراء شباب الوطن ورياضييه، بدنياً وصحياً واجتماعياً ومادياً وسلوكياً وقيمياً.
في حدود معلوماتي ان اتحاد الكرة، وخلال سحب قرعة دوري المحترفين والاحتراف الجزئي في محافظات الوطن الشمالية أقر 25 ألف دولار لكل فريق في "المحترفين"، وعشرة آلاف لفرق "الأولى"، دون القفز عن دعم صناديق الأندية في محافظات الوطن الجنوبية، أكانت فرق الدرجة الممتازة أم الأولى، لكن بعيداً عن تحديد أرقام او سقوف للمبالغ المزمع توفيرها لهذه الأندية، ومثل هذه الإشارة كافية كي تطمئن فرق "الممتازة" و"الأولى" ان دعماً اتحادياً في الطريق إليها، وان لغة العدالة سوف تفرض حضورها على هذا الصعيد.