رياضي وسياسي ومناضل
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
لم أُفاجأ وأنا استمع للرياضي المخضرم، جورج غطاس، وهو يُطل من نافذة "السوشيال ميديا"، عبر "فيديو" أعادنا من خلاله إلى الانتفاضة الأولى المباركة، التي اندلعت شرارتها العام 1987، وانصهر في بوتقتها كافة ألوان الطيف السياسي، فكان من الطبيعي أن تلامس أهدافها، وكان من ابرز مخرجاتها عودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أحضان الوطن الدافئة.
جورج غطاس، رجل ودود وقريب من القلب، بفضل سمو أخلاقه، وحرصه الدائم على بناء جسور التواصل والمحبة مع السواد الأعظم من أفراد الأسرة الرياضية، التي كان وما زال احد أبرز قياداتها.
صدق وثبات جورج غطاس هو الذي مهد الطريق أمامه ليجد له مساحة واسعة في القلوب، أكان على مستوى الحركة الرياضية أم في مسقط رأسه، مدينة بيت ساحور، فأصبح واحداً من قياداتها الاجتماعية والسياسية إلى جانب الرياضية فجمع المجد من جميع أطرافه.
أبو أسامة، يتحدث بفخر عن بيت ساحور، ويذكر كيف أنها كانت علامة فارقة في فضاءات النضال الفلسطيني، من خلال مواقف أبنائها الداعمة والمُرسخة للوحدة الوطنية، والرافضة، بشراسة، لكافة مظاهر الاحتلال الإسرائيلي، وقد تم التعبير عن ذلك، من خلال العصيان المدني، والامتناع عن دفع الضرائب، وعدم ترخيص المركبات والتطويح بالبطاقات الشخصية.
مواقف أبناء مدينة بيت ساحور البطولية، دفعت سلطات الاحتلال إلى ضرب حصار ظالم عليها استمر على مدار خمسة وأربعين يوماً عقاباً لها على انحيازها المطلق لقضايا وهموم الوطن والمواطن.
جورج غطاس، يسرد هذه المعطيات، وسواها كثير، لكن المقام لا يتسع لها، ويتوقف، بزهو، عند موقف الشهيد الرمز ياسر عرفات عندما امتدح بيت ساحور وأثنى على نضالات أهلها الغر الميامين.