موقف لا يصدر إلا عن الكبار
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
المبادرات واللفتات الطيبة لا تصدر إلا عن أصحاب النفوس الكبيرة، والمواقف ذات الأبعاد الوطنية والإنسانية والأخلاقية، وهذا ما مارسه، قولاً وفعلاً ونهجاً، المهندس ماجد غزال، رئيس لجنة التسيير في نادي غزة الرياضي، عميد أندية الوطن الفلسطيني قاطبة، عندما سارع الى زفّ التهنئة لنظيره رئيس نادي شباب رفح، اللواء جلال أبو نار في أعقاب صدور قرار المحكمة الرياضية القاضي بأحقية الزعيم الرفحي بالكأس.
مبادرة المهندس ماجد غزال أذابت جبل الجليد، الذي جثم على صدر العلاقة التاريخية بين الناديين، ما ترتب عليه السماح لقلة قليلة من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي ركوب أمواج النشاز، وبث سموم التأليب والتحريض بين أبناء الأسرة الكروية الواحدة، من خلال بعض "البوستات"، التي لا تليق بشعب عظيم، يقف بثبات وجَلد في وجه حصار ظالم، يكرسه الاحتلال، ويزيد عليه، من خلال إجراءاته وممارساته واستعلائه واستكباره.
التهنئة الشفهية، التي بادر إليها ماجد غزال، تنم عن مسؤولية، تستحق الثناء والتقدير والعرفان، ونريدها ان تتحول الى تهنئة ميدانية بالذهاب الى عرين الشباب الرفحي، لأن العلاقات والوشائج، التي تربط أبناء الوطن الواحد، ومن ضمنهم أبناء الأسرة الرياضية، وكلهم من فئة الشباب، أهم واعظم شأناً وقيمة من لغة البطولات والكؤوس والملاعب، التي تنهض على منطق التنافس والانتصارات، مع تسليمي بأهميتها والإصرار على التمسك بها فلا ضير من التصفيق لكل مَنْ ينجزها، لأنه بذل الغالي والنفيس، بجهده وتعبه وحبات عرقه.
لقد أثبت القائمون على نادي غزة الرياضي، أكانوا من الممسكين بدفّة الإدارة الحالية أم مَنْ سبقهم في قيادة هذا الصرح العظيم، ان تقاليده تنهض على سمو الأخلاق، وإذكاء روح التعاون والتعاضد وغرسها في نفوس الناشئة، ومد جسور المحبة بين أبناء الأسرة الكروية الواحدة في عموم الوطن.