سلوك مرفوض
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
السلوكيات المتواضعة والفجة، تنعكس على أصحابها بالسلب والنبذ والتقريع والتأنيب والعقاب المستحق، هكذا هو المنطق، وهذا هو ميزان العدل، الذي ينبغي أن يسود، وان يتمسك به الجميع، لأنه الأساس في النهوض والرفعة والسمو.
لم يتردد طاقم حكام بطولة أميركا المفتوحة في التنس الأرضي بإيقاع أقسى العقوبات وأشدها إيلاماً، بحق اللاعب الصربي "ديوكوفيتش"، وهو المصنف الأول على العالم، وصاحب الرصيد الوافر من البطولات العالمية، عقاباً له على سلوك مرفوض مارسه، أكان عن قصد او دون قصد، عندما كانت ردة فعله غاضبة اثر كسر إرساله على يد منافسه، فضرب الكرة بكل ما أوتي من قوة وبأس فاصطدمت بعنق حكمة الخط، فسقطت مغشياً عليها.
ورغم انه قدم اعتذاره للحكمة بعد ان استجمعت قواها ونهضت، ورغم تأكيده انه لم يتعمد إلا ان طاقم الحكام المكلف إدارة البطولة قرر إبعاد "ديوكوفيتش"، فلم تتردد اللجنة المنظمة العليا للبطولة في سحب كافة الجوائز، التي حصل من البطولة نفسها.
" ديوكوفيتش" أذعن للقرار وعاد وكرر اعتذاره وغادر البطولة مثلما غادر نيويورك دون ان ينبس ببنة شفة.
اللجنة المنظمة العليا عندما صادقت على قرار الإبعاد، فإنها أرادت إيصال كمّ وافر من الرسائل ذات المضامين القوية وفي مقدمتها: ان الأخلاق والتواضع يتقدمان على النجومية، لأنهما الأساس في بناء الأجيال البناء القائم على الاحترام المتبادل، والترفع عن كل ما هو سلبي، وتقبل الخسارة بنفس تقبل الفوز.
ما أقدمت عليه اللجنة المنظمة العليا لبطولة أميركا المفتوحة للتنس سبق وان رسخه اتحاد الكرة الإنكليزي عندما أبعد المدافع "ماغواير" عن صفوف منتخب "الأسود الثلاثة" على خلفية مشكلة كان طرفاً فيها في اليونان خلال إجازته الصيفية، التي قضاها هناك.