الحضيض.. يا لها من عبارة ثقيلة!
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
عندما يُصرح "جيرارد بيكيه" مدافع إسبانيا الدولي، وفريق برشلونة قائلاً: "لقد وصلنا الى الحضيض"، فإن الأمور تكون قد وصلت لمرحلة في غاية الخطورة، وان فريق برشلونة لم يعد ذاك الفريق المُرعب، ولا صائد البطولات، ولا الذي ينثر سحره وعبقه في فضاءات الكرة الإسبانية والعالمية.
تصريحات "بيكيه"، جاءت في أعقاب الخسارة المُذلة، التي تلقاها "البارسا" على يد بايرن ميونيخ الألماني، هذا الفريق الذي ضرب أروع الأمثلة في البذل والعطاء والإصرار والعزيمة، التي لا تلين ولا تستكين حتى في ظل جائحة كورونا.
عبارات "بيكيه" لم تتوقف عند هذا الحد، بل زاد عليها قائلاً: "إذا كان الأمر يتعلق بي فأنا جاهز لأكون أول الضحايا، وهذه هي لغة الوفاء والانتماء بأرفع وأنصع صورها".
اعتراف "بيكيه" بوصول برشلونة الى الحضيض لا يعني، بالمطلق، انه تسرع في تشخيص حالة فريقه، أو انه صرح بكلام خطير من هذا القبيل وهو في موقف انفعالي صرف، بحيث لا ينبغي البناء عليه، بل إنه يعني، تماماً، ما يقول فهو نشأ وترعرع في أحضان برشلونة، ويعرف أدق التفاصيل المتعلقة بناديه، الذي يُمثل الشيء الكثير..الكثير، أكان له أم لكل أبناء "كتالونيا"، رياضياً وسياسياً.
الإقرار بوجود خلل معناه.. الشروع في البحث عن الحلول والمخارج المناسبة له، وهذا ما سوف يسارع باتجاهه القائمون على ناد كبير وعملاق مثل برشلونة.
إن الاعتراف بالذنب فضيلة الفضائل، والإقرار بوجود عيب او قصور او خلل او أخطاء لا يعني وجود نقص لدى هذا المسؤول او ذاك، فالكمال لله وحده، سبحانه وتعالى، أما البشر فإنهم يخطئون ويصيبون، والمهم عند وجود الخطأ الإقرار به والسعي الى معالجته على جناح السرعة، وليس تركه والقفز عنه حتى يستعصي على العلاج.