دروس للراغبين في التّعلم
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
الحياة هي عبارة عن دروس متعددة الأشكال والأوجه، فالسعيد هو الذي يستفيد منها واللامبالي هو الذي يقفز عنها، لأنه لا يُقدر قيمتها.
الألمان نموذج حي في تقديم أمثلة نموذجية في مختلف أنواع الدروس، وفي كافة ميادين ومجالات الحياة، ولذلك فإنهم عادة ما يكونون السباقين والرياديين والمبادرين.
في الشق الرياضي، الذي أصبح مؤشراً على التقدم والتحضر والنهوض، فقد رسخ فريق بايرن ميونيخ الألماني أروع وأهم الدروس، عندما ضرب شباك فريق برشلونة بثمانية أهداف، وهو رقم قياسي ربما غير مسبوق في تلقي مرمى "البارسا" لهذا الكم الوافر من الأهداف.
وكي يكون الجميع على عِلم، فإن بايرن ميونيخ ابتعد عن أجواء المنافسات منذ خمسين يوماً، وتحديداً منذ ان توج ببطولة الدوري الألماني للمرة التاسعة على التوالي.
هذه المدة الزمنية الكبيرة لم تمنع الفريق "البافاري" من الظهور المشرف، ومن تحقيق افضل واكبر النتائج، ومن تقديم اجمل واروع وأجود العروض، لقد بدا لاعبو "البايرن" كما الأحصنة الجامحة أمام برشلونة الهزيل، فحاصروا منافسيهم، منذ البداية، بسلاح الضغط العالي، وبالاختراق من كافة المحاور.
ربما الدرس الأبرز في المأثرة، التي رسخها بايرن ميونيخ يكمن في عملية الاستفادة من الوقت واستثماره الاستثمار الأمثل، على مدار 50 يوماً، فقد وضح، تماماً، ان بايرن ميونيخ لم يسمح للاسترخاء والاستجمام والتكاسل والتثاؤب ان تتسلل الى نفوس لاعبيه، وهو المتوج بالدوري.
ان الألمان ما فتئوا يرفعون شعاراً أثيراً يقول: "الوقت كالسيف إن لم تقطعه، فإنه يبادر الى قطعك دون ان تأخذه بك شفقة او رحمة".