أيمن الحيح والرحيل المُبكر
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
السيرة العطرة لا تتوارى أو تختفي بترجّل أصحابها عن مسرح الحياة، بل تبقى حاضرة وخالدة ومحفورة في الذاكرة، أكانت فردية أم جمعية.
بالأمس فُجعت الأسرة الرياضية، عامة، وأسرة المجلس الأعلى للشباب والرياضة، على وجه الخصوص، بغياب أيمن الحيح، الذي امتدت له يد المنون لتختطفه، وهو في ذروة العطاء، فسبحان الله الذي لا راد لقضائه، وسبحان الذي يُحيي ويميت، وإنا لله وإنا إليه راجعون، فكلنا في رحلة سفر قد يطول أمدها وقد يقصر، لكن النهاية حتمية، لا محالة، وسبحان الذي له الخلود ودوام البقاء.
أيمن الحيح تسلّح بخصال حميدة طوال مشواره الحافل، سواء من خلال قنوات الوظيفة العمومية، كمدير لدائرة الأندية في المجلس الأعلى للشباب والرياضة في الجنوب، أو من خلال تفاعله مع نبض ونسيج الحركة الرياضية.
كان الراحل لا يدّخر جهداً في مشوار البذل والعطاء، الذي انحاز إليه، وكان نموذجاً للتفاني، والعمل بصدق ونقاء وإخلاص، كان ودوداً في تعامله، وكان يُقسم على الجميع، وأينما ذهب أو حلّ كان يحرص على ترك علامات وبصمات بيضاء، وكان ينحاز إلى الجهد الجماعي بعيداً عن التفرد أو الاستعراض الخُيلائي، أو القفز إلى الواجهة وحده، مع أنه لو فعل ذلك، لكان أمراً طبيعياً، لأنه مخلص في أدائه وعمله وحريص على أن يكون رقماً مهماً في معادلات وحسابات الجهد.
لقد استنّ المجلس الأعلى للشباب والرياضة سُنّة حميدة، من خلال أذرعه، وتحديداً المجالس الفرعية، عندما بادر إلى تكريم المميزين والمعطائين والمبادرين والمتفانين في العمل، كنت أتمنى لو أن هذه السنّة امتدت أمواجها لتطال أيمن الحيح، قياساً بحجم عطائه، وهو حيّ يُرزق، لكن لا ضير من تكريمه، وهو يرقد في دار الخلود.
يرحم الله الراحل، والله نسأل أن يرحم أموات المسلمين أجمعين، وإنا لله وإنا اليه راجعون.