التراشق بالبيانات
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
كل شيء قابل للنقاش شريطة ان يكون حضارياً وخالياً من الإسفاف، وألا يخرج عن المألوف والمُتّبع، لأن السماح بخروجه معناه: منح الأضواء الخضراء للانفلات والفوضى وضرب القيم والعادات والتقاليد في مقتل، وهذا ما لا ينبغي التهاون فيه، ومن الضروري التصدي له، والإصرار على اقتلاعه من جذوره.
أكتب هذه العبارات في الوقت الذي تتواصل، على نحو مزعج، فصول المناكفات والمماحكات بين أنصار نادي شباب رفح وغزة الرياضي، ومن شديد الأسف ان يكون مسرحها نوافذ مواقع التواصل الاجتماعي، فتزيد من منسوب حدّتها وصخبها لترمي بظلالها السوداء على أبنائنا، خصوصاً من الأجيال الناشئة، وهم حاضر ومستقبل الوطن الفلسطيني.
إن ما يحدث من تراشق بالألفاظ والبيانات يدفعنا لإعادة التذكير بضرورة تسريع عمل المحكمة الرياضية، التي أبصرت النور حديثاً، كي تقول كلمتها الحاسمة والنهائية بكل ما له علاقة بلقاء نهائي كأس فلسطين لا سيما ان هذه القضية هي باكورة عمل المحكمة.
مطالبة البتّ بهذه المسألة على جناح السرعة من الأهمية، كي يتم قطع الطريق على التراشق المتبادل بين أنصار فريقي غزة الرياضي وشباب رفح.
بناء الإنسان الفلسطيني على التمسك بفضلية الاحترام المتبادل والأخلاق الرفيعة اهم بكثير من حسابات الكؤوس والألقاب والبطولات، إن خسارة لقاء او بطولة بالإمكان تعويضه، لكن من الاستحالة تعويض او حتى ترميم منظومة الأخلاق والسلوك خصوصاً إذا أصابها سوء او مكروه، لا سمح الله، من خلال السماح لأصحابها بممارسة ما يحلو لهم بعيداً عن لغة الضوابط والروادع والزواجر، التي لا بد من النزوع باتجاهها عندما يستدعي الأمر ذلك.