الصحافي ليس محايداً
كتب محمود السقا- رام الله
الكاتب أو الصحافي ليس محايداً، بل صاحب رأي ورؤية
وموقف ثابت وصلب لا يتزعزع وفقاً للأهواء والمصالح.
الكلمة أمانة، والأمانة رفضت الجبال الراسيات
تحملها من شدة ثقلها ووطأتها، لكن الإنسان تصدى لحملها إنه كان "ظلوماً
جهولاً".
صحيفة "ماركا" الإسبانية، واسعة
الانتشار والتأثير، وهي بالمناسبة لسان حال نادي ريال مدريد، نزعت عن كاهلها أردية
العواطف والأهواء وطوحت بها جانباً، وانحازت إلى شرف الكلمة وأمانتها، وتم التعبير
عن ذلك في لقاء ريال مدريد وريال سوسيداد، ضمن منافسات الدوري الإسباني، التي تدور
رحاها، حالياً، على نحو مثير، في أعقاب توقفها على خلفية جائحة "كورونا"
واستئنافها لاحقاً.
صحيفة "ماركا"، عنونت على صدر صفحتها
الأولى أن الهدف الذي سجله كريم بنزيمة ليس شرعياً، لأنه امتص الكرة بمرفقه وليس
بكتفه، كما قرر حكم اللقاء، ووافقه على ذلك حكم "الفيديو".
جريدة "ماركا" عندما انحازت
للموضوعية والصدق، فإنها كانت تعلم، علم اليقين، أنها سوف تدخل عش الدبابير، وأن
هناك مَنْ سيتصدى لها، حتى إن كانت محسوبة على "الريال".
الصحيفة الإسبانية
بموقفها العظيم والهائل، انتصرت لمقولة: "لا قيمة لبشر من دون رأي".
مثل هذه المواقف هي التي تعزز حضور الصحافي
والصحيفة، التي ينضوي تحت مظلتها في نفوس المتلقين والقراء.
رسالة الصحافة لا تنهض إلا بالوقوف، بحزم وحسم،
في وجه الخطأ والمتسببين فيه، وتسعى إلى تصويبه حتى إن كانت الأكلاف باهضة
الأثمان، وغير ذلك فلا قيمة لها.