اسماعيل مطر إذ يترك الجمل بما حمل!
كتب محمود السقا- رام الله
لكل بداية نهاية، مهما طال أمدها، وهكذا هو حال
الدنيا، وسبحان الذي له الدوام والبقاء الأزلي.
بعد خمسين عاماً، قرر الرياضي المخضرم، إسماعيل
مطر، إلقاء عصا الترحال مُتنقلاً في حقول الحركة الرياضية، التي عاصر فيها خمسة
أجيال، وكان طوال مسيرته العطرة صاحب أياد كريمة وحانية، فهو ودود في تعامله، قريب
من القلب، مُلتزم بكلمة الحق، مُدافع، بقوة وصلابة، عما يؤمن به، وهذه الخصال،
وسواها، عززت من أسهم الرجل في الأوساط الرياضية، ورفعت من منسوب الاحترام
والتقدير، الذي يحظى به.
لقد فاجأ "ابو احمد" الأسرة
الرياضية، عامة، والكروية على وجه الخصوص بخطوته، غير المتوقعة، لا سيما وانه ما
زال في ذروة العطاء والحضور الدائم.
لا أدري ما السبب، الذي دفع إسماعيل مطر كي
يُقدم على انهاء مشواره الرياضي، لكن من المؤكد ان هناك أسباباً عجلت في ترك
"جمل الحركة الرياضية بما حمل"، بيد انه لم يكشف النقاب عن فحواها، وكنت
أفضّل لو انه اعلن عن خطوته، أكان في مؤتمر صحافي ام في بيان يوضح فيه موجبات
خلوده للراحة، مع انني على، ثقة ويقين، ان الراحة لن تتأتى، من خلال القفز من مركب
الحركة الرياضية، خصوصاً وان اسماعيل مطر كان وما زال وسيبقى رمزاً من رموزها،
لاعباً وادارياً وحكماً وصانع قرار.
لا ادري اذا كان لتداعيات نهائي كأس فلسطين،
الذي انتهى بمسرحية سطحية في حبكتها وإخراجها وحتى في إفرازاتها، بما في ذلك
القرارات التي آلت إليها، دور في إنهاء مشوار إسماعيل مطر الحافل. سؤال يحتاج الى
إجابة شجاعة وجريئة.