"الريّس حمادة" عميد البحرية وربانها
الخليل- كتب فايز نصّار/ قبل 33 سنة كتبت في صحيفة الفجر الفلسطينية عن ضرورة تنظيم مهرجانات اعتزال لنجوم الرياضة ، بعد انتهاء مهامهم في الملاعب ، لأنّ ذلك يعكس وفاء المؤسسات الرياضية للنجوم ، الذين أفنوا عمرهم في الملاعب .
ولكن صرختي ذهبت في واد ، لأنّ معظم نجومنا يرحلون بصمت ، ولا تنظم لهم مباريات اعتزال ، تكون خير وداع جماهيري لهم في الملاعب .. وإذا كان اعتزال جيل السبعينات ، ومطلع الثمانيات كان قسرياً ، بسب أحداث الانتفاضة الأولى ، فإنّعدم تنظيم مهرجات اعتزال لنجوم برونزية عمان غير مفهوم ، ولا مبرر .
ولا تتحمل المؤسسات الرياضية وحدها جريرة عدم تنظيم مثل هذه المهرجانات ، لأنّ النجوم بدورهم يتحملون قسطاً من المسؤولية ، حيث تراخى كثير منهم في أمر مباراة الاعتزال .
ويبدي ضيفنا حمادة شبير عتبه لعدم تنظيم مباراة اعتزال له ، ويحمل المؤسسات القائمة على كرة القدم المسؤولية ، لأنّه يمني النفس أن تكون له مباراة احتفالية ، بعد ما يقرب من مئة مباراة لعبها مع المنتخبات الوطنية المختلفة منذ قيام سلطتنا الوطنية ، ويناشد البحار الغزي اللواء جبريل الرجوب الإيعاز بتنظيم مباراة اعتزاله المنتظرة .
الكلام عن الاعتزال ، وعن الوفاء للبحرية ، وعن برونزية عمان كان على رأس حديث المدافع الصلب لكم في هذه الحلقة .
-اسميحمادة محمد موسي اشبير" أبو محمد" من مواليد غزة يوم9/3/ 1980 ولقبي" كارلوس البحرية" و"عميد البحرية" ، حاصلعلى شهادتي تدريبCوBمن الاتحاد الآسيوي ، بإشراف المحاضرأحمد الحسن ، وعلى شهادة اللياقة من الاتحاد الآسيوي بإشراف المحاضر الكويتي أحمد لابنا .
- كانت بدايتي الأولى مع كرة القدم في الساحات الشعبية ، وعلي شاطئ بحر مخيم الشاطئ ، وفي بطولات المدارس،حتي اكتشفني واعجب بلعبي بطل فلسطين ، العداء ايهاب سلامة ، الذي كان وقتها مدرب فريق الأشبال .
- وبسرعة تدرجت مع فرق الشاطئ ، حتي وصلت إلى الفريق الأول وعمري 16 سنة ، تحت قيادة المدرب الكبير الكابتن بشير عطا الله ، ومعه الكابتن أنور الغلايني،الذي أعجب بمستواي،ودفع بي كلاعب أساسي ، لتكون مباراتي الأولى أمام أهلي غزة ، رغم عدم تدربي مع الفريق الأول إلا مرة واحدة ، لألعب بعد ذلك مع منتخب الشباب، والمنتخب الأولمبي،والمنتخب الأول.
-لم ألعب في حياتي إلا لنادي خدمات الشاطئ حتى اعتزالي للكرة .
- كل المدربين الذين تدربت تحت قيادتهم في الشاطئ والمنتخبات لهم فضل كبير عليّ ، لأنهم ساهموا في تألقي وتطوير قدراتي،لكن هناك فضل خاص للمدرب الكابتن بشير عطا الله،كونه ضمني للفريق الأول في سنّ مبكرة ، رغم أنّ فريق الشاطئ كان وقتها مدججاً بالنجوم،وأدخلني عالم التدريب فور اعتزالي .
-أكثر لاعب شكلت معه ثنائيا الكابتن صائب جندية ، الذي لعبت معه مباريات كثيرة في المنتخب الوطني ، فحفظنا بعضنا لدرجة أننا كنا نتوقع كلّ شيء من بعضنا ، ودون أن ننظر لبعض ، فكلّ واحد منا عارف واجباته ، وكانت ثقتنا عمياء ببعضنا .
-أفضل توليفة منتخب لعبت معها تضمرمزي صالح ، وعبد الله الصيداوي ، ولؤي حسني،وصائب جندية ، وأسامة ابو عليا ، ونادر النمس ، وأمجد صندوقة،وهيثم حجاج ، وايهاب ابو جزر،وخلدون فهد ، وجمال الحولي ، ومحمد السويركي ، وفادي سليم،وصفوان راجح،ومحمد الجيش ، وفادي لافي ، وفهد العتال ، وزياد الكرد ، وعماد ايوب ، وتيسير عامر، وأيمن صندوقة، وجبران كحلة ..وانضم لنا أحمد كشكش ، وعبد اللطيف البهداري.
-أخطر مهاجم لعبت ضده في دوري غزة زياد الكرد ، وأخطر مهاجم لعبت ضده مع المنتخب الايرانيعلي دائي ،والعراقي يونسمحمود ، والعراقيرزاق فرحان، والقطريمبارك مصطفي .
-مثلي الأعلى في الملاعب محمد الجيش ، وعربيا هادي خشبة لاعب الأهلي المصري ، ودوليا المدافع الايطالي مالديني ، وخارج الملاعب والدي الحبيب ، الذي رباني احسن تربية .
-فور اعتزالي اللعب طلب مني الكابتن بشير عطا الله مساعدته في تدريب فريق البحرية،ثم عملت مديراً فنياً لنادي أهلي غزة موسم 2019-2020، وصعدت معه للدرجة الممتازة،حيث حققنا أرقاماً قياسية،كأفضل هجوم ب 51 هدفا - وهو رقم لم يتحقق من قبل وحتي الآن-وأفضل دفاع ب 14 هدفا في المسابقة،إضافة إلى هداف البطولة بلال عساف،وأفضل صانع أهداف في الدوريحمادة صالح ب 16 تمريرة،وتم اختياري من أفضل المدربين هذا الموسم،حيث دربت نادي الشاطئ ، وحصلت معه علي وصيف الدوري وراء البطل خدمات رفح.
- لم تنظم لي مباراة اعتزالي ، وهذا الأمر يزعجني كثيراً ، حيث مثلت المنتخب في اكثر من 80 مباراة دولية ، إضافة إلى كثير من المباريات مع منتخب الشباب ، والمنتخب الاولمبي ، ومنتخب الشواطئ ، وأنا عاتب على اتحاد الكرة من هذا الجانب ، وأمل من ربان السفينة القائد جبريل الرجوب الإيعاز بتنظيم مباراة اعتزال لي .
-تلقيت عرضاً للعب مع فريق سوهاج المصري ، عن طريق الكابتن مصطفي عبد الغالي،الذي كان وقتها مدرباً للمنتخب، كما أنّ كثيراً منأندية الضفة الغربية طلبت التعاقد معي ، ولكن المنع الأمني حال دون لعبي في المحافظات الشمالية .
-بصراحةدوري المحترفين أفضل وأقوي من دوري غزة ، وخاصة من ناحية التنظيم والانضباط ،وذلك بفضل جهود اللواء جبريل الرجوب ، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم،الذي عمل على تطوير كرة القدم من كافة النواحي، بما ساهم في وصول دوري المحترفين إلى هذا المستوى العالي ، وبما انعكس إيجاباً على منتخبنا الوطني .
- لا أشجع فريق بعينه في دوري المحترفين ، ولكني معجب بنادي هلال القدس ،ومركز الامعري ، وفرق الخليل.
-لاعبي المفضل محلياً في الوقت الحاليمحمود النيرب لاعب خدمات رفح،وعربيا عمرو السولية، وعالمياًميسي.
- أحترم كلّ مدرب ساهم في تطوير قدراتي ، وأخص بالذكر الراحل عزمي نصار ، الذي ساهم في تطوير الكرة الفلسطينية ، واختارني مع الفريق الوطني ، وأحترم المدرب المصري حسام حسن ، والمدرب الارجنتيني سيموني .
-من النجوم الواعدين الذين أتوقع لهم التألق نهرو ابن النجم محمد الجيش ، ومحمود فحجان من خدمات رفح.
-أرى أنّأفضل مدافعي فلسطين رجب شاهين من الخليل،ومحمود عايش من طولكرم، ويوسف البجالي من جمعية القدس،وماجد ابو خالد من هلال القدس،وأسامة ابو عليا ، وحازم المحتسب الذين لعبت معهما .. ومن غزة ابو السباع، وسليم الزيناتي، وزكريا مهدي، وبشير عطا الله، وخالد كويك، وصائب جندية، وعبد اللطيف البهداري، وحمادة شبير ههههههه .
- كل الاحترام والتقدير للإعلام الرياضي ، الذي تطور كثيراً ، وأصبح يعمل بحرفية ومهنية في نقل الأخبار ، وتحليل المباريات ، وكلّ الشكر لجهودكم في تسليط الأضواء على نجوم الزمن الجميل .
-عزمي نصار رحمة الله عليه هو أفضل مدرب أشرف على منتخب فلسطين ، من المدربين الذين أتوا من خارج الضفة وغزة،وكان رحمه الله يثق بي منذ الصغر ، وكان يشجعني كثيرا، وكانت لهبصمات واضحة عليّ ، وعلى جميع ابناء جيلي .
-عيسي ظاهر " ابو سامر " الله يرحمه كانت له بصمة واضحة في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، وقد ساهم في تطوير الرياضة الفلسطينية ، وكان خير من رافق المنتخبات في المشاركات الخارجية ، حيث كان قريباً من جميع اللاعبين .
-نادي الشاطئ هو بيتي الثاني ، الذي تربيت فيه طوال حياتي الرياضية ، وساهم في وصولي إلى النجومية والشهرة ، وسيبقى الشاطئ في قلبي ما دمت حياً .
-من الحكايات الطريفة التي حصلت معي في الملاعب عندما كنا في كوريا الجنوبية في الدورة الأولمبية الآسيوية بمدينة بوسان ، ففي مباراة منتخبنا مع منتخب اليابانسقطت البطاقة الصفراء من الحكم وهو يركض ، فأخذت البطاقة واحتفظت بها أكثر من ثلاث دقائق ... ولما احتسب الحكم ضربة ركنية علينا ذهبت له ، ورفعت البطاقة أمامه مازحاً ، فذهل الحكم وسط دهشة الجميع .
-أما الموقف الطريف الثاني فكان مع منتخب الشبابفي النرويج ، حيث كنا نلعب في دور الأربعة مباراة حاسمة ،وكنت كابتن الفريق ، ف "فرملت" علي لاعب منافس بقوة ، فحصل عراك بين لاعبي الفريقين ، فعرفني الحكم من إشارة الكابتن ، ولما أدركت أنّه عرفني ذهبت إلى لاعبنا علاء ابو شعبان ، وقلت له : "خوذ البس إشارة الكابتن يا علاء " ولما انتهى الحكم من فض النزاع راح ينادي بالإنجليزي : كابتن بليستاين... فذهب له المسكين علاء أبو شعبان بسرعة ، فأخرج له الحكم الكارت الاحمر،وطرد .. فراح علاء يصيح أمام الحكم : والله العظيم مش أنا الكابتن ، فأصرّ الحكم على طرده.