تفسيران لا ثالث لهما
كتب محمود السقا- رام الله
الكرة في الوطن الفلسطيني متحركة ومُتقلبة المزاج
والأوجه، بالضبط كرمال الصحراء، التي لا تستقر على حال.
إذا أردت ان أتسلح بالأمثلة والشواهد والبراهين
فهي من الكثرة الكاثرة، وإلا كيف نفسر بلوغ فريقين مثل شباب رفح وغزة الرياضي نهائي
كأس فلسطين، وهما اللذان كابدا في منافسات دوري أندية الدرجة الممتازة، فنجا
"الأزرق" في الأمتار الأخيرة، وهوى الثاني لمصاف الدرجة الأولى، وهو
المتوج عميداً لأندية فلسطين؟
ما الذي حصل خلال فترة زمنية، تخللتها إطلالة
قبيحة لجائحة "كورونا"، فرضت الشلل التام في كافة مرافق ومناحي الحياة؟
ما هو التفسير المنطقي والمُقنع، الذي دفع
بفريقين عانيا كثيراً، كي ينبعثا من جديد، وربما بصورة رسمت فيضاً واسعاً من
علامات الدهشة والاستفهام والتعجب.
وصول فريقي غزة الرياضي وشباب رفح، من وجهة نظر
متواضعة، ليس له الا تفسيران لا ثالث لهما، الأول ان واقع الكرة الفلسطينية
مُتقلب، ومثل ذلك يحتاج الى وقفات، وليس وقفة يتيمة، من اجل البحث عن أسباب
ومسببات هذا التقلب، وغياب الثبات او الشخصية، والتفسير الثاني لا يخرج عن اطار ان
الإدارات الجيدة والمهنية والفاعلة هي التي تقود المؤسسات الرياضية، أكانت هيئات
او اطراً او اندية ومراكز واتحادات رياضية، الى شواطئ الأمان والنجاح والاستقرار،
وفي تقديري ان التفسير الثاني هو الأقرب.
بانتظار لقاء الثلاثاء وهو اللقاء، الذي ينبعث
من ثناياه عبق التاريخ الكروي الفلسطيني، ليذكرنا كيف ان المحبة والأخلاق
والاحترام هي التي تُظلل الأجواء، وتنثر الحب والتصافي الخالص بين الجماهير على
اختلاف مشاربها ومنابتها.