قَدَم في السياسة وأخرى في الرياضة
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
لم تنفصم عرى الروابط بين السياسة والرياضة، هناك ما يشبه الحبل السري، الذي يغذيهما، ويجعل منهما كما التوأم السيامي.
إذا أردنا أن نتسلح بالأمثلة الدّالة على سلامة هذا المنطق فهي كثيرة ولا حصر لها، لكن لا بأس من التذكير كيف أن "دبلوماسية كرة الطاولة" هي وحدها التي أعادت العلاقات المقطوعة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، وقد نزع باتجاه العزف على أوتارها وزير الخارجية، آنذاك، الثعلب، د. هنري كسينجر، في ظل إدارة نيكسون.
شدني، كثيراً، التقرير، الذي بثه تلفزيون فلسطين، وتضمن لقاءً موسعاً مع رئيس نادي اللبن الغربية، حمزة راضي، وتمحور حول اعتزام الاحتلال الإسرائيلي سرقة المزيد من أراضي فلسطين مطلع شهر تموز المقبل، تنفيذاً لما تسمى "صفقة القرن"، المرفوضة، فلسطينياً، بدءاً من القيادة، مروراً وانتهاءً، بـ "الكل الفلسطيني" أينما كان، وحيثما تواجد.
حمزة راضي هو رئيس اتحاد الكرة الطائرة إلى جانب رئاسة النادي في بلدة اللبن، تحدث بإسهاب ولباقة، وكشف عريّ وبؤس سياسات الاحتلال، وكيف أن بلدة اللبن، التي تبلغ مساحتها 13 ألف دونم، تمت سرقة السواد الأعظم من أراضيها، ما دفع المواطنين إلى التوسع، عمودياً، في عملية البناء، بسبب سياسات الضم والبناء والنهب والظلم والطغيان، التي يمارسها الاحتلال، ويهدف من ورائها إلى التضييق على المواطنين.
الرياضة وسيلة فعالة ومؤثرة وناجعة، ولها وزنها وثقلها في المعادلات النضالية، وتأسيساً على ذلك، فإن الفلسطينيين، يتسلحون بها لإيمانهم وقناعتهم بدورها الفعال، في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيزها في عقول ونفوس الأجيال، وقد ترسخ هذا، بوضوح، عندما سارع رياضيو فلسطين باتجاه المشاركة في الدورة العربية بالإسكندرية العام 1953، رغم تداعيات وانعكاسات نكبة العام 1948، التي حلّت بهم، لكن علم فلسطين كان حاضراً في المنافسات في إشارة، مُعبرة وذكية، إلى أن هذا الشعب العظيم لن يستكين أو يركع أو تفتر له همّة، لأنه صاحب حق، ولن يضيع حق وراءه مطالب.