أسماء في الذاكرة... معمر بسيسو
كتب
محمود السقا- رام الله
من بين الأسماء،
التي كان لها حضور مكثف في ماضي الحركة الرياضية، لاعباً دولياً مرموقاً، وإدارياً
لامعاً، تبوأ أرفع المواقع، معمر بسيسو، لقد تردد صدى اسمه كثيراً في أحاديث
ومجالس قدامى الرياضيين، ما يعني انه كان رقماً مهماً، وفي تقديري انه كذلك، فقد
قُدر لي الاقتراب منه في منافسات الدورة العربية التاسعة، التي جرت أحداثها في
العاصمة الأردنية، عمان العام 1999، وقد حرص الراحل اللواء احمد القدوة، طيب الله
ثراه، ان يرافق البعثة كمّ وافر من الصحافيين
والمراسلين.
رئيس اللجنة الأولمبية، آنذاك، اصطحب معه معمر
بسيسو، ورجب شاهين في لفتة كريمة، دلل من خلالها على احترام وتقدير تاريخ الرجلين
الحافل، ودورهما الريادي في ترسيخ دعائم الحركة الرياضية والإبقاء على حضورها
ودفقها في ظل احتلال، كان ولا زال وسيبقى يحارب، دون هوادة، كافة الرموز، التي
جعلت من تعزيز الهوية الوطنية هدفاً نبيلاً، تسعى الى ترجمته، وقد بذلت الغالي
والنفيس في سبيل توطيد دعائمه، وأرى ان افضل رد على مثل هذه الرموز تكريمها، وهو
اقل القليل، فإن تأتي متأخراً خير مِن ألا تأتي.
معمر بسيسو رجل ينبعث من محياه الوقار بأرفع
تجلياته، فهو هادئ الطباع، ومُقل في الحديث، ويُفضل ان يكون مُستمعاً، لكن إذا
امسك بالكلام، فإنه يثري النقاش، ويضفي عليه كل ما هو مفيد وجديد ونافع.
هذا هو انطباعي على ضوء اللقاء اليتيم، الذي
جمعني به في عمان.
تلاميذ معمر بسيسو، الذين نهلوا من معين علمه وخبراته عندما كان
محاضراً ألمعياً في معهد دار المعلمين بمدينة رام الله، وهم بالعشرات، ما زالوا
يدينون بالاحترام والوفاء له، ليس على قاعدة "مَنْ علمني حرفاً صرت له
عبداً"، بل من باب الإفادة، التي حظوا بها، وهم يتتلمذون على يديه.