كورونا تختبر الشعار
بال سبورت : د. أسامة عبد الغني أبو جاموس/ عضو المكتب التنفيذي لجمعية الكشافة الفلسطينية
إن الحركة الكشفية حركة تربوية تطوعية قائمة على استثمار طاقات منتسبيها لخدمة الوطن والحفاظ على النسيج المجتمعي، وكان شعارها دوماً (كن مستعداً)، وهذا الاستعداد يتم زرعه في الكشاف منذ مرحلة البراعم مروراً بمرحلة الفتيان والمتقدم والجوالة حتى القيادة، وكذلك في الحركة الإرشادية، وتعمل وفق هذا الشعار على بناء شخصية متكاملة سواء في القدرات العقلية أو الانفعالية أو الجسمية، وما يترجم على الميدان من خلال السلوك والذي يظهر مدى قدرة الكشاف على القيام بمتطلبات الحياة ومتغيراتها بشكل سوي وسليم.
وتأتي جائحة كورونا لتختبر هذا الشعار مرة أخرى بعد ما قدمت قاداتها ومنتسبيها دماؤهم وجودهم حتى وصل إلى تقديم أرواحهم في خدمة الوطن والمواطن، فمنهم من استشهد وهو داخل عربة الإسعاف ومنهم من مكث أياماً عديدة في المستشفيات لتقديم المساعدة والإسناد للمواطنين في كافة الظروف، والقيام بواجبهم في غرف إيواء المشردين، والقيام بتوعية وتثقيف المواطنين.
وفي هذه الأزمة والجائحة انطلقت الكشافة الفلسطينية بقيادتها العريقة متمثلة برئيس الجمعية سيادة اللواء جبريل الرجوب وبالمكتب التنفيذي بدفع الفرق والكشافين لتسطير أروع ملاحم التفاني والتضحية ومساندة الأطقم الصحية والأجهزة المساندة للحفاظ على صحة المواطنين والقيام وتوعيتهم وذلك في المحافظات الشمالية والقدس والشتات والمحافظات الجنوبية.
وكان التميز والإبداع يفوق التصورات والتنافس في الميدان وإطلاق العديد من فرق الطوارئ والإغاثة والقيام بحملات توعوية وتثقيفية والقيام بإجراءات السلامة والتعقيم.
فكان بالفعل ميدان ليس للاختبار وإنما ميدان لتأكيد أن الحركة الكشفية والإرشادية تلتزم بشعارها التزاماً ميدانياً حقيقياً بعيداً عن الزيف والأوهام.
فلكم مني التحية لقيادة الجمعية برئاسة اللواء جبريل الرجوب ونائب الرئيس القائد محمد الحسني والأمين العام محمد السوالمة وكافة أعضاء المكتب التنفيذي ولكل قائد وقائد وكل عضو في المجموعات والفرق الكشفية على مستوى الوطن على هذا المجهود الرائع والتي تعجز هذه الكلمات عن إيفائهم جزء من حقوقهم، فلكم منا كل الشكر.