ذكرى رحيل المعلم ..
بال سبورت : كتب ناصر العباسي/ القدس
قبل ثلاث سنوات وتحديداً بالأول من نيسان للعام 2017م استيقظت مبكراً على خبر مؤلم على نفسي ويتعلق برحيل الأخ والصديق والمعلم محمد عبد الرحيم العباسي "أبا الرائد" بعد معاناة طويلة مع المرض ، لم يكن رحيل أبا الرائد كغيره من الراحلين حيث تأثرت به عن قرب لما يتمتع به من خصال حميدة حيث كان له الفضل في بداياتي بالعمل الصحفي الرياضي بالعام 1995م عندما كان يشغل منصب رئيس تحرير الدائرة الرياضية لصحيفة النهار المقدسية فطلبت منه الانضمام متطوعاً للتدريب والعمل فرحب مباشرة ليس لأنني من بلدته أو عائلته لكنه عرف على مستوى الوطن بحبه لمجتعه وتشجيعه لكل رياضي يريد أن يقتحم الساحة الرياضية وخصوصا الإعلامية .
رحل أبا الرائد بعد مسيرة حافلة بالرياضة الفلسطينية في مجالات متعددة منها الادارية والرياضية والاعلامية ، وتعرض لوعكة صيحية ألزمته الفراش لسنوات عديدة يحارب المرض اللعين لكنه لم ييأس فقام من داخل منزله باعداد كتاب حمل اسم "قصتي معها تجربة حياة" ، وهو عبارة عن عصارة حياته وتجربته الاعلامية والرياضية التي امتدت لما يقارب من اربع عقود ، وتبعه بكتاب آخر بعنوان " سلوان بين الماضي والحاضر" عن بلدة سلوان المقدسية وأنديتها وأبرزها نادي سلوان الرياضي وتطرق أيضا للعديد من المؤسسات والشخصيات.
شغل أبا الرائد العديد من المناصب الهامة أذكر منها مديرا عاما لشؤون الموظفين في وزارة التعليم العالي ، ورئيسا تحرير الدائرة الرياضية لصحيفتي الشعب والنهار المقدسية ، ورئيسا لأول اتحاد اعلامي فلسطيني ، ومشرفا رياضيا بالعديد من الأندية منها سلوان الرياضي واسلامي بيت لحم ـ وممثل لفلسطين في دورة الألعاب الأولمبية عام 2014م في اليونان ، وشغل عدة مناصب أخرى .
المرحوم أبو الرائد مثل فلسطين كاعلاميا بارزاً بالعديد من المحافل العربية والعالمية ورافقته شخصيا في احدى الدورات الاعلامية في بغداد بالعام 1999م مع نخبة من الزملاء فقد كان الأب والاخ الذي يحرص على مصلحتنا وراحتنا ، وما ميز الراحل أنه كان صاحب كلمة لاذعة وسليط اللسان على بعض الظواهر الرياضية السلبية ، وظل محافظاً على هذا النهج رغم أنه دفع ثمن مواقفه مع بعض الأشخاص والمؤسسات لكن الاختلاف بالرأي منحه مزيدا من الاحترام للقراء والمتابعين .
ذكراك الطيبة ستبقى مغروسة في الذاكرة التي لن تنسى المعلم المخضرم سنذكرك في كل المناسبات .. وستظل كلماتك وأعمالك وتضحياتك محفورة بالذاكرة.. لكن لا يسعنا إلا أن نقول تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته ، وألهمنا وذويك وأهلك الصبر والسلوان .