رجل جدير بالوفاء
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
الشعب الفلسطيني، عموماً، والاسرة الرياضية، على وجه الخصوص، يُقدسون الوفاء، ويُنزلونه منزلة رفيعة في تفكيرهم وسلوكهم ونهجهم.
صور كثيرة وشتى من الوفاء، التي بامكان المتابع والمراقب ان يستحضرها، لكن المقام لا يتسع لها جميعاً. من بينها الدأب على احياء ذكرى الراحل عزمي نصار السنوية، أكان من خلال وسائل الاعلام المختلفة أم بالتواصل مع اسرته، والإشادة بما قدمه للكرة الفلسطينية، وتم التعبير عنه بحصول "الفدائي" على برونزية الدورة العربية، التي اقيمت في الاردن العام 1999.
صحيح ان المنتخبات، التي شاركت في الدورة كانت إما اولمبية او منتخبات رديفة، باستثناء منتخبي الاردن الشقيق وليبيا، إلا ان ما تحقق يُصنف في خانة الانجازات المرموقة، التي تستحق الإشادة والثناء، لأنها أبرزت الكرة الفلسطينية، وأفسحت المجال لبعض لاعبي "الفدائي" كي يحترفوا في صفوف فرق نادوية عربية ذات شأن ومكانة وجماهيرية، وكل ذلك تحقق في ظل قيادة عزمي نصار، وهذه حقيقة ثابتة وراسخة من الصعب القفز عنها.
عزمي نصار كان صاحب فضل في رسم الابتسامات العريضة على محيا الفلسطينيين، سواء داخل الوطن ام خارجه.
أذكر كيف ان منتخب الكرة الفلسطيني، تحول الى أحاديث العامة والخاصة، وكيف ان الفرح خيم على اجواء الوطن، فسارعت الأقلام من الكتاب والادباء والشعراء والصحافيين، الرياضيين وغير الرياضيين، الى التغني بما أنجز، لدرجة دفعت الشهيد ياسر عرفات الى متابعة اخبار البعثة، أولاً بأول، وكان على رأس مستقبلي الأبطال في مقر القيادة بغزة.
رحم الله عزمي نصار فقد رحل عن دنيانا العام 2007، وكان نموذجاً للعطاء والانتماء والوفاء والتفاني لدرجة انه تحامل على مرضه الصعب، وأصر على البقاء على رأس القيادة الفنية لـ "الفدائي".