جحود ونكران رغم زخم الإنجازات
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
رحل رئيس نادي ريال مدريد الاسباني لورنزو سانز عن 76 عاماً بوباء "كورونا" المتفشي، والذي حصد 1700 اسباني، بعد ان دون اسمه في سجلات الشرف كواحد من الذين كان لهم فضل كبير في جلب النسخة السابعة من كأس دوري ابطال اوروبا بعد انقطاع استمر على مدار اثنين وثلاثين عاماً، ولم يكتف رئيس النادي الملكي بالكأس السابعة، التي استعصت على ناديه، بل أتبعها بالكأس الثامنة في العام 2000.
في اعقاب رحيل سانز، يتذكر مريدو الرجل كيف انه كان يتمتع بعصامية متناهية، كانت سبباً مباشراً في نجاحه بقيادة الريال الى منصات دوري ابطال اوروبا، وكيف عنونت الصحف، حينذاك، لا سيما صحيفة "آس" عندما كتبت على صدر صفحتها الاولى، ملك الملوك، وتحت العنوان صورة لسانز وهو يرفع الكأس محمولا على اعناق لاعب الريال، وقتذاك، كلارنس سيدوروف، ونجل الراحل فرناندو.
ومن شدة الفرح، الذي استبدّ برئيس الملكي فقد علق الصفحة الاولى من جريدة "آس" في حمام منزله كي يشاهدها كلما ولج الى بيت الراحة.
الانجازان الرفيعان اللذان حققهما سانز لم يشفعا له، أبداً، ان يُدون اسمه في قائمة انجازات الملكي بل على العكس فقد ازيل اسمه في اشارة تُدلل على مدى حجم الجحود الذي مورس على الرجل.
مسألة النكران لم تتوقف عند هذا الحدّ، بل تعدى الامر ذلك ليشمل سقوط سانز في انتخابات النادي، التي جرت العام 2000، أي بعد ان توج الريال بالكأس الثامنة، ويا لها من مفارقة عجيبة وغريبة وتدعو الى الحزن والأسى.
تعمد الجحود لا يعني ان التاريخ يقفز عن اصحاب الأيادي البيضاء، والجهد الوافر بل على العكس، فإن انصافهم يتبوأ سلم الاولويات، انتصاراً للمنطق، وإحقاقاً للحق، وها هو التاريخ يُنصف سانز، ولكن مع شديد الأسف بعد رحيله، وليس خلال مسيرته الحافلة