بعد الرحيل .... المدينة أغلقت أبوابها
كتب أسامة فلفل- غزة
أغلقت المدينة أبوابها بعدك، ونام سكّانها، وأصبحت شوارعها خاليةً من العاشقين؛ فقد كان وجودك أيها العميد حياة لها وللمدن الثائرة داخل قلوب العاشقين، لا أستطيع أن أرى شيئاً بعيوني بعد رحيلك، فنحن والله لا ننظر لسواك، بعد الرحيل الأسود، سنقف على الأطلال نتقاسم الحزن والألم ونبكي على تفريغ قلب الوطن النابض بالحياة ورمز الشموخ والكبرياء والعزة والكرامة، نذرف الدموع الحزينة على محاولة طمس تجربة النضال الوطني الخلاق والمساس بالكيان وتغيب العميد عن قلب الوطن غزة هاشم.
اليوم تموت الحياة في قلوبنا عندما نفقد القدرة نحن أبناء العميد على حماية إرث الأمة والشعب والرياضة الفلسطينية والحركة الوطنية نادي غزة الرياضي، الذي هو في قلب التاريخ أعرق وأقدم من دول، عندما نرى قلعة الوطنية وعنوان الرياضة الفلسطينية تختفي معالمها من قلب المدينة الصامدة غزة العزة، ماذا ممكن أن نقول؟؟!! وماذا يقول أولئك الرجال والأبطال الذين عبور فينا من شواطئ الانكسار إلى شواطئ الأمل في محطات ولحظات استثنائية ؟؟!! وكأن القرار يعمد على تفريغ بواعث الوطنية وحاضنة الرياضة الفلسطينية بتزامن مع صفقة القرن وصفعة الذل والعار.
نعم يا سادة يا كرام فراق أبشع من نهاية الحروب التي عشناها على مدار حياتنا العابرة، فأعمق جرح لي هو أن أشتاق للقلعة البيضاء ولا أستطيع أن أعود إلى تلك الكعبة التي كنا طائفيها صباحا ومساء، وركعنا وسجدنا وعبدنا فيها صدق الانتماء ورضعنا فيها قيم الحب والوفاء والإخلاص لوطن يعيش فينا.
وداع الأحبة يا سادة يا كرام وخاصة القادة والرواد والمرجعيات الرياضية والوطنية من أبناء العميد غزة الرياضي غصّة تظلّ عالقة بالقلب طول العمر، وضربة قاتلة ساحقة سيكتبها الكتاب والمؤرخون والشعراء والأدباء في كتاباتهم، لأن من يفارقونا بعد رحلة ومسيرة جاوزت الأرقام والاحصائيات والإنجازات يتركون وراءهم شلالاً من الدموع يقتلنا بكل نقطة منه، لأنهم فقدوا بوصلتهم قبلتهم واختل توازنهم المعنوي وباتوا يحسبون دقائق وثواني رحيل الخلود الأخيرة.
الوحدة لا تعني أن تبقى وحيداً، بل تعني أن تودّع الأحبة وأنت لا تعلم هل يعودون أم لا، تعني أنك أصبحت في عالم جديد لا تعرف سجايا المرحلة وتداعياتها ومؤثراتها فعلمها عند رب العباد.
اليوم نحن نعيش مع بعض، وغداً بعد الرحيل لا نعلم أين يكون كل واحد منا، فإن غبتُ عنكم تذكّروني بالخير ولا تنسوني احبتي واخوتي ورفاق الدرب الطويل