في وداع غزة الرياضي
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
غادر فريق الكرة في نادي غزة الرياضي مسرح دوري الأضواء في محافظات الوطن الجنوبية باتجاه الدرجة الأولى، تاركاً إرثاً تاريخياً، يمتد على مدار ما يقارب تسعة عقود، ذلك ان بدايات التأسيس كانت في العام 1934 في حين تفادى شباب رفح الانزلاق لنفس المصير، لأنه انجز فوزاً على حساب اتحاد الشجاعية.
هبوط غزة الرياضي، أكد ان عَبَق التاريخ، لا يعني، بالمطلق، العزف على هذا الوتر، والارتهان له وكفى، وحده الجدّ والاجتهاد والكدّ والتعب، وبذل أقصى قصارى الجهد هو الذي يحافظ على هذا الإرث الضارب.
نادي غزة الرياضي، يتبوأ عمادة الأندية الفلسطينية، باستحقاق، وكان يُفترض ان يؤخذ هذا المكتسب، المهم، بالاعتبار بحيث يتم العمل على هديه، من خلال إبقاء فريق الكرة، وسائر الفرق الرياضية في دائرة الجهوزية والإعداد والاستعداد بوجود كوادر، وأكاديميات تُغذي وترفد فرق النادي المختلفة.
أوافق الرياضي المخضرم عبد الحميد مهنا عندما كتب يقول بما معناه: "ان الضربة التي لا تميتك، فإنها تُحييك"، وأنا على، ثقة ويقين، ان أسرة النادي، وفي تقديري أنها واسعة وعريضة، هكذا أحدس، سوف تخفّ، مسرعة، باتجاه ناديها، من اجل الشروع في تصحيح المسار بوضع استراتيجية بناءة وعملية وقابلة للتنفيذ، تتضمن العودة السريعة لفريق الكرة الى حيث موقعه الطبيعي.
وفي هذا الصدد، فإنني استأذن عبد الحميد مهنا، باقتباس بعض العبارات الجميلة والمسؤولة، التي خطها قلمه الرشيق عندما كتب: "نادي غزة الرياضي قلعة رياضية وطنية ثورية إنسانية اجتماعية، تعلمنا بين جدرانه كل شيء جميل، جذوره تمتد في أعماق الأرض الطاهرة، أرض فلسطين التاريخية، وهاماته شامخة حتى عنان السماء وحكاية ٨ عقود ونيف شاهدة على ذلك، وانكسار مؤلم وعابر له أسبابه التراكمية لا يؤثر ولا يقلل، قيد أنملة، على رسالة النادي السامية المبنية على القيم والأخلاق والمبادئ واحترام الأشقاء والأصدقاء في كل زمان ومكان، وأولى خطوات النهوض، مجدداً، استخلاص العبر، وتقييم الذات دون الإساءة لأحد، ودون أن نتهم أو نشكك في أي كان سواء تعلق الأمر بمؤسسات أو أفراد، لأن هذا غير مفيد".