"كلاسيكو" الأرض بحسابات صارمة
كتب محمود السقا- رام الله
لقاء "الكلاسيكو" المرتقب بين برشلونة وريال مدريد يختلف،
جذرياً، عن سواه، على مستوى الكرة الأرضية، لأنه يكتسي بردائي: الرياضة والسياسة،
منذ عهد "فرانكو"، الذي حكم اسبانيا بالحديد والنار، وكان من انصار ريال
مدريد.
زخم "الكلاسيكو" لم يتوقف عند حدود
"بلاد الاندلس"، بل يمتد ليشمل عشاق الكرة في العالم، وهو عادة ما يحظى
بمتابعة ومواكبة واسعتين.
لقاء "الكلاسيكو" سيكون مسرحه،
اليوم، "سنتياغو برنابيو" معقل ريال مدريد، وهذا الملعب أصبح المفضل،
وربما الأثير، للاعب ميسي، تحديداً، ويا لها من مفارقة غريبة وعجيبة ومدهشة، لأنها
تكسر القاعدة الدارجة والمعروفة، التي تقول: إن عنصري: الأرض والجمهور يلعبان مع
صاحبهما، لكن في حالة "ميسي"، فان الامر يختلف، وعادة ما تتفتح شهية
"البرغوث" في معقل "الملكي".
فنياً.. ثمّة فوارق شاسعة بين العملاقين،
وهناك مزايا متفاوتة ايضاً.
ريال مدريد يعاني من عُسر هجمي قاتل، لأن حِرابه
ملتزمة بالصيام، بدءاً من بنزيمة، مروراً بـ "ايسكو"
و"فينيسيوس"، وانتهاءً بـ "غاريث بيل"، وأربعتهم لم يسجل سوى
هدف وحيد منذ عدة شهور، وعلى العكس من ذلك، فان برشلونة يمتلك حراباً متوهجة،
لدرجة انها تتبوأ المركز الأول على صعيد "الليغا"، لكن المشكلة، التي
تؤرق "البارسا" تكمن في خط دفاعه الواهن والهش، في حين ان دفاع
"الريال" افضل شأناً بكثير.
لقاء "الكلاسيكو" ذو طابع خاص، ولا
يمكن التنبؤ بالسيناريو، الذي سوف يستقر عليه، لكن مواجهة اليوم ستكون بحسابات
صارمة ودقيقة، لأن ريال مدريد ينشد العودة الى الصدارة، مثلما يتطلع الى التعويض،
من خلال القفز عن هزيمتيه، سواء في دوري أبطال اوروبا امام "مانشستر
سيتي" أم في "الليغا".