بين الجمال والقُبح مسافات
كتب محمود السقا- رام الله
لم يفسد الأجواء البهيجة، التي حَفَلت بها صالة قصر الرياضة في سلفيت، التي احتضنت نهائي كأس دوري جوال بكرة الطائرة بين سنجل والقوات، وانتهى بتتويج "السناجلة"، سوى العبث المُدان والمنبوذ، الذي ارتكبه عديمو الضمير والمسؤولية والأخلاق، عندما أفرغوا شُحنات تهورهم واستهتارهم بمقاعد الصالة، فانهالوا عليها تكسيراً وتحطيماً، في مشهد عبثي لا يرتكبه الا أصحاب القامات القزمية.
تحطيم مقاعد الصالة، ينبغي ان لا ينتهي بانتهاء استعداد البعض بإعادة اصلاح ما تم تحطيمه بشكل متعمد، لأن المسألة اكبر من ذلك بكثير.
لقد تكررت الظاهرة ما يستدعي، هذه المرة، البحث عن كافة الوسائل والسبل الكفيلة باجتثاثها من جذورها، وتخليص الحركة الرياضية من تبعاتها وتداعياتها الخطيرة، ومثل هذا الامر لن يتحقق، الا بالتعرف على المتورطين بالفعل الشائن والشنيع، الذي ارتكبوه، تمهيداً لتقديمهم للقضاء كي يُنزل بهم أقصى العقوبات الرادعة والزاجرة.
إن مَنْ يتجرأ على الممتلكات العامة، شخص موتور وعديم الاخلاق والمسؤولية، ولا اريد ان ازيد على ذلك.
من الضروري، لا بل من الواجب الوطني، ان تتم ملاحقة المتسببين، وصولاً للتعرف عليهم، والشروع في تعرية سلوكهم القبيح امام الملأ، فمَن يبعث بالمنشآت والمرافق العامة، فإنه جاهز لأن يفعل الشيء نفسه بكل ما له علاقة بمقدرات الوطن.
المشهد البائس، الذي تداولته وسائط التواصل الاجتماعي، أساء الى فلسطين، والى شعبها الصابر والمرابط والمناضل والمُصر على ان يعكس صورة مُشرقة عن واقع شبابه ومدى حبّهم وتمسكهم بالحياة حتى في ظل أشد الظروف قساوة، بسبب ممارسات وإجراءات الاحتلال، الذي تستهويه مثل هذه السلوكيات الفجة.