حديث الذكريات
بال سبورت : كتب محمود السقا- رام الله
الحديث النابع من القلب هو الذي لا يحتاج الى استئذان، بل يأخذ طريقه الى القلوب قبل العقول بكل سهولة ويسر.
حديث مقتضب، لكنه حافل بالدلالات، صدر عن الحكم المخضرم عبد الرؤوف السدودي، من خلال وسائط التواصل الاجتماعي، وقد حرصت، كما غيري، الاستماع اليه، لايماني ويقيني ان حكمنا المتقاعد، لديه ما يقوله، لأنه كان، وفي تقديري ما زال، يُصنف من الكفاءات والمواهب والكوادر، التي قدمت الشيء الكثير لفلسطين، رغم اتساع نطاق التحديات، آنذاك، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي.
لا أدري ما الذي دفع السدودي ليُطل علينا من نافذة "الفيس بوك"؟ هل ليُذكرنا بماضيه التليد والحافل، وبماضي مُجايليه، أكانوا من الحكام أم الرياضيين لا سيما من رابطة الأندية في عموم الوطن الفلسطيني، والتي كانت تضبط إيقاع ونَسَق الحركة الرياضية برمتها؟ أم ان الحدث المُدان، بكل الأعراف والمواثيق، الذي تعرض له الحكم المساعد محمد خطاب عندما تم استهدافه بـ "مفرقعة" اصابته إصابة مباشرة، خلال لقاء اتحاد الشجاعية واتحاد خان يونس، ضمن منافسات الدوري الممتاز؟
عبدالرؤوف السدودي، استحضر حادثة، توقفت عندها مطولاً عندما كان يتأهب لقيادة لقاء كروي، جمع بين فريقين احدهما من المحافظات الشمالية، والأخر من المحافظات الجنوبية، أي بين الضفة وقطاع غزة، عندما كانت الفرق تتواصل وتتعانق مع بعضها بعضاً قبل ان تحول حواجز الاحتلال اللعينة، وحصاره اللاإنساني دون التواصل.
يصف السدودي اللقاء قائلاً: كان جماهيرياً حاشداً في ملعب اليرموك، ما دفع شرطة الاحتلال، التي كانت على مقربة من الملعب للتدخل، من اجل الغاء اللقاء، بسبب التوافد الجماهيري الهائل، وبالفعل فقد أبلغت شرطة الاحتلال السدودي باعتباره حكم اللقاء اعتزامها الإلغاء الا انه رفض، باصرار وعناد، واكد انه سيقود اللقاء، وسوف ينجح في ايصاله الى حيث شواطئ الأمان بصافرته، وهكذا كان.