كتب محمود السقا- رام الله

الادارة الناجحة هي التي تصيب الاهداف التي ترسمها بمنتهى السهولة واليسر، وعادة ما يتم التعبير عنها بتحقيق الانجازات، بحيث يلمسها القاصي قبل الداني.
  الادارة الحاذقة هي التي تقرأ الحاضر بعيون المستقبل، وهي التي تُقرب وتُدني منها المواهب والكفاءات والكوادر وأصحاب العقول والمستشارين الصادقين والموضوعيين والمؤتمنين، وتنأى بنفسها عن الذين ينعطفون بمواقفهم وفقاً لاهوائهم ومصالحهم وأمزجتهم المتقلبة.
  اكتب هذه العبارات كي أدلل على مدى التخبط الاداري، الذي يغوص في اوحاله "فلورنتينو بيريز"، رئيس نادي ريال مدريد الاسباني، وتجلى بوضوح في اعقاب الهزيمة المدوية، التي تعرض لها "الملكي" في مستهل لقاءاته بدوري ابطال اوروبا، عندما خسر بثلاثية دون رد امام فريق باريس سان جرمان في حديقة الأمراء بعاصمة النور باريس.
  في تقديري ان أسباب الخسارة القاسية، وغير المسبوقة، التي تعرض لها "الريال" كثيرة، لكن من أبرز موجباتها ان الثنائي: "دي ماريا" و"نافاس" هما اللذان كانا احد أبرز واهم أسبابها، الاول سجل الثنائية، وكانت عبارة عن إيذان بالانهيار، الذي أصاب "الريال"، والثاني ذاد عن مرماه بكل فدائية وعنفوان وحضور.
"   دي ماريا" و"نافاس" كانا ركيزتين اساسيتين في "الريال"، لكن ادارة بيريز السيئة، دفعته كي يستغني عن "دي ماريا" من اجل عيون "غاريث بيل"، فغادر "البرنابيو" العام 2014، في حين ان "نافاس" كظم غيظه والتزم مقاعد الاحتياط، لان "بيريز" وجد ضالته في "كورتوا"، غير الناجع ولا حتى الفعال، وكان من الطبيعي ان يطلب "نافاس" الرحيل، خصوصاً وانه صاحب فضل في تتويج "الريال" بثلاثية دوري ابطال اوروبا اعوام: 2016، 2017، 2018.