شريط الأخبار

اخطاء الحكام في المونديال اثبتت ان الحكم العربي والفلسطيني بخير

اخطاء الحكام في المونديال اثبتت ان الحكم العربي والفلسطيني بخير
بال سبورت :  

بقلم : الحكم الدولي خالد عمار

ان ادوات حكم كرة القدم سواء في الدوري المحلي لأي بلد فقير أو في منافسات المونديال العالمي هي واحدة ، فالزي واحد وبطاقتي الانذار والطرد واحدة والصافرة كذلك و " لا حد أحسن من حد " ، ويتسائل الكثير من الرياضيين وبخاصة في الدول النامية عن عقدة الحكم الاجنبي ، حتى ان البعض من المراقبين والاعلاميين يسرحون في هذه المقولة المغلوطة ويحاولون التقليل من امكانات حكام الشعوب المظلومة وتحديداً الحكم العربي ويسوقون تبريرات ليس لها اساس من الصحة تصب في محصلتها النهائية بتهميش قدرات حكمنا العربي وتصوير الحكم الاجنبي بانه مسلح بالعلم والخبرة والتميز بكل الصفات القيادية التي تجعله " رامبو " الملاعب .

وللحقيقة نقول ان هذه المقولة مغلوطة وهي تحمل في  داخلها النقيض ، اذ ان الحكم العربي وتحديداً الدولي وبفعل شح فرص المشاركة في البطولات العالمية بسبب ترهل المستوى الكروي العربي وغياب المنافسات والنتائج وعقدة اجتياز المنتخبات العربية لحاجز الادوار المتقدمة في أي بطولة من دورات كأس العالم المونديالية ، وهي العوامل التي جعلت الاتحاد الدولي " الفيفا " يربط تقدم وارتقاء الحكام العرب على سلم العالمية بمدى انجاز منتخبات بلادهم بالاضافة الى اعتبارات أخرى لسنا في صدد التطرق اليها هنا .

ان الحكم الدولي العربي لا تنقصة الموهبة ولا القيادة ولا الذكاء وفهم القانون ولا اللياقة البدنية ولا الشخصية ، فهذه الصفات متوفرة والحمد لله عند حكام عرب كثيرين اثبتوا جدارتهم وقدرتهم على النجاح في مهمتهم وابدعوا في التعامل مع كل الضغوطات منهم الدولي المغربي المرحوم سعيد بلقوله الذي قاد نهائي 98 في فرنسا والمصري جمال الغندور والسوري فاروق بوظو والسوري جمال الشريف والتونسي ناجي الجويني والبحريني احمد جاسم والبحريني جاسم مندي والاماراتي بوجسيم والاردني عمر البشتاوي والفلسطيني ابراهيم ابو العيش وغيرهم الكثيرون الذين سنحت لهم الفرصة فتمسكوا بها وأدوا الرسالة على أكمل وجه ، فلماذا حكامنا العرب أفضل ؟ لانهم بكل بساطة مراقبين وتحت المجهر من انفسهم ومن اتحاداتهم وشعوبهم والاهم من الاتحادات سواء العربية أو الآسيوية أو الدولية ، فهنا غلطة الشاطر بألف ، فحكامنا العرب يعرفون انهم يسلكون طريق واحد عند قيادتهم لمباراة ثقيلة الوزن مونديالية ( ون وي ) وليس امامهم الا النجاح وهم يعون جيداً ان أي هفوة أو خطأ بشري قد يقع فيه أي حكم من الدول الأخرى لا يمكن تمريره لحكمنا العربي كما حصل مع الحكم المصري عبد الفتاح الذي استبعد مع جميع الحكام العرب بعد الخطأ الذي ارتكبه في مباراة اليابان واستراليا .

ومن هنا فان الحكام العرب يشغلون كل ادواتهم ويرفعون حالة التأهب والتركيز والحذر الى أعلى الدرجات للحيلولة من الوقوع في الخطأ ولتفادي لجان المحاسبة والاستبعاد في لجان التحكيم المباشرة أو انتقادات الاعلام وسهامة المسمومه .

ان ارتكاب الحكم الدولي البريطاني اجراهام بول غلطة العمر في المونديال الالماني بتطبيقه قانونه الشخصي الجديد بابراز 3 بطاقات صفراء + بطاقة حمراء يدلل على ان حكامنا العرب بالف خير اذا ما قورنوا بهذا الخطأ الفاحش الذي شاهدته الملايين ووثقته كاميرات التلفزيون لتظل كابوساً يقلق بول طيلة حياته وهو ايضاً الاثبات الذي يؤكد على ان التحكيم الأجنبي معرضاً للاخطاء وليس بافضل حال من التحكيم العربي وان الحكم العربي بظروفه وامكاناته  وباجهزة الرقابة التي تسيطر عليه يظل المرشح الاقوى للوصول الى الافضل اذا سنحت له الفرصة في اثبات وجوده ويساعده في هذا ان مهمة التحكيم تعتمد على الذات وهي انجاز فردي خالص .

وامام هذه الصورة التحكيمية المركبة عربياً ودولياً نجد ان حكمنا الفلسطيني مظلوم من جميع الاطراف وهو يبذل الجهود ويطور نفسه ذاتياً ويتابع كل المستجدات التي تشهدها الحركة التحكيمية العالمية لاثبات وجوده باقتدار بالرغم من الظروف الصعبة المحيطة والمنغصات التي لا تخفى على أحد ، فتحية لجميع حكامنا الذين لا يعرفون الا العطاء ويثبتون مع كل يوم انهم على قدر المسؤولية ولا يختلفون عن الاجنبي بشيء الا بمدخولاتهم فهناك يتلقى الحكم آلاف الدولارات في الشهر فقط في حين ان حكمنا لا يتقاضى مكافآته التي لا تتعدي خمسة دولارات عن المباراة الواحدة ، في الوقت الذي  لم تشهد فيه بطولاتنا الرسمية أن قام أي حكم فلسطيني  باشهار 3 بطاقات صفراء لنفس اللاعب في نفس المباراة ، وهذا بحد ذاته يدفعنا للقول ان حكامنا وتحكيمنا بخير والحمد لله .

مواضيع قد تهمك