بال سبورت :   كتب تامر عبيدات- القدس ست سنوات مرت منذ تعييني رئيساً للدائره الإعلامية في نادي هلال القدس، ست سنوات حملت الفرح والأمل والمشاعر الجياشة تجاه إنجاز تلو الإنجاز ظفر بها هلال القدس باسم العاصمة الأبية.   حقق الهلال ألقاباً لا تعد ولا تحصى، ذرفنا الدموع عند الفوز، وحزنا عند الخسارة، لكن يشهد الله أنني لم أعش لحظات كتلك التي عشتها خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة، منذ إعلان لقاء فريق هلال القدس مع الأشقاء الرجاء البيضاوي المغربي ضمن بطولة أبطال العرب "كأس الملك محمد السادس". وبما أنني المسؤول الأول عن صفحة نادي هلال القدس عبر الفيسبوك، انهالت طلبات الصداقة لتصل عشرات الآلاف من الشعب المغربي ومئات آلاف المشاهدات للفيديوهات الخاصة بمباراة الهلال والترجي، عوضاً عن آلاف الرسائل التي تعبر عن شوق وحنين ملايين المغاربة للوطن فلسطين.   وأكثر ما أثار إعجابي ومشاعري مئات الرسائل التي تقول "أهلاً بالشعب الفلسطيني في المغرب لا تحجزوا فنادق ووسائل نقل فبيوتنا وسياراتنا وأملاكنا تحت تصرفكم"، ومنهم من أرسل لنا بأرقام هواتفه كي يلتقي بنا، ومنهن من أرسل لنا أغنية "رجاوي فلسطيني"، مطالبين بحفظها كي نغنيها معاً على أرض المغرب "ولا يعلمون أننا نحفظها ونرددها يومياً، ومنهم من أرسل يستفسر عن كيفية الدخول إلى فلسطين ووعدوا بأن يساندوا الرجاء بآلاف المشجعين على أرض القدس الطاهرة، لكنهم لا يعلمون برفض الاحتلال الإسرائيلي منحهم تصاريح الدخول.   أي مشاعر تلك يا شعب المغرب؟ أي دفعة معنوية تلك التي غرستموها في قلوبنا وأنفسنا؟ فنحن شعب نتمسك ببريق أمل يوصلنا بعمقنا العربي والإسلامي.    مباراة هلال القدس والرجاء البيضاوي ليست مجرد مباراة كرة قدم، إنها أكبر من ذلك بكثير، إنها مهرجان وطني عربي سام، أهلاً بشعب المغرب على أرضنا وأرضهم فلسطين، وعشتم وعاشت المغرب حرة عربية شامخة.