شريط الأخبار

كرة السلة النابلسية في غيبوبة وهذه هي الاسباب

كرة السلة النابلسية في غيبوبة وهذه هي الاسباب
بال سبورت :   كتب كريم عدلي شاهين- فيينا في الحقيقة لا يمكن تصور واستيعاب ما وصلت اليه السلة النابلسية من انهيار وعدم وجود اي نادي من مدينة نابلس في الدوري الممتاز، وكذلك الحالة السلوية العامة المزرية وحالة اللامبالاة والسلبية التي تسيطر على غالبية المعنيين بلعبة كرة السلة في نابلس. وهذا يحزن ويقلق كل محب ومخلص وحريص على مصلحة لعبة كرة السلة. لقد كانت السلة النابلسية قوة كبيرة ومؤثرة لها هيبتها وعنفوانها وذلك من خلال وجود عدة اندية قوية في الممتازة والاولى وكانت تنافس وتحرز باستمرار البطولات المختلفة وتتميز بتفريخ اللاعبين المتميزين اضافة الى اقامة البطولات السنوية للمصنفين والفئات العمرية.    حطين وعيبال كانا مصنفان في الدرجة الممتازة منذ بدء التصنيف قبل الانتفاضة الاولى، وهما ممثلين دائمين للشمال ولم يغيبا معا عن الدوري الممتاز ابدا منذ انطلاقته قبل 11 عاما ولغاية موسم 2011 عندما هبط عيبال لاول مرة وعاد للممتازة بعد عناء شديد وبعد ذلك هبط حطين عام 2014 وعاد بقوة، وهذا الموسم هبط حطين وانسحب هذا الموسم من الدوري قبل انتهاءه بمراحل بسبب افتقاده للاعبين، وعيبال شارك في التصنيفي وبقي في الاولى وكانت نتائجه متواضعة.   والاندية النابلسية كانت دائمة التواجد في السابق في الممتازة مثل نادي حواره الذي لم يشارك في التصنيفي هذا الموسم والذي حصل على وصافة كأس الضفة 1995، ومركز الفارعة الذي يعتبر من اندية نابلس، اضافة الى مركز شباب بلاطه العريق الذي كان منافسا دائما من اواخر السبعينيات الى منتصف التسعينيات.   وفي الدرجة الاولى كان نادي الطائفة السامرية منافس دائم وكاد ان يصل الى الممتازة عندما وصل الى نصف النهائي عامي 2007 و 2010 ، وهذا الموسم هبط الى ادنى درجة. واندثرت اندية التضامن الذي كان نشيطا في اقامة البطولات والنشاطات المختلفة وشباب نابلس واهلي بلاطه، وحتى اندية المحافظة تعاني ايضا.    من هنا يجب ذكر اسباب هذه الغيبوبة من اجل الخروج بحلول عملية ناجحة تعيد السلة النابلسية الى مسارها الحقيقي: السبب المباشر في ذلك هو فوضى الانتقالات بين الاندية "فوضى الاحتراف المبطن" فلا يوجد ضوابط للانتقالات والتي لا ولم تراعي فيها اي من الاتحادات ظروف المناطق والاندية، فتم استغلال ذلك باستقطاب غالبية اللاعبين المميزين من نابلس من خلال الاغراءات المادية وغيرها وتم تفريغ نابلس من ابرز لاعبيها والذين نشأوا وتدربوا في اندية مدينة نابلس ومنهم ثلاثة يلعبون في المنتخب الفلسطيني. ومع ذلك فان حطين وعيبال واندية نابلس لهم الفخر في ان لاعبيهم الذي تأسسوا وتدربوا ولعبوا في نابلس يتألقون ويعتمد عليهم في الاندية التي انتقلوا اليها، ولو بقوا لما هبط حطين الى الاولى ولرجع عيبال الى الممتازة.    ولا يمكن اغفال ضعف الادارات في جذب الدعم الى النادي او سلبيتها في التعامل مع اللاعبين وبعدم اهتمامها الكافي بكرة السلة كما في السابق فلم تستطع المحافظة على لاعبيها من خلال توفير المال القوي للاعبين كما هو الحال في الاندية المدعومة، لذلك لم يستطع اللاعبون مقاومة الاغراءات فانتقلوا الى اندية خارج نابلس.   وهناك سبب مهم وهو ارتفاع اعمار العديد من لاعبي الفريقين المميزين، خاصة في حطين الذين تركوا فراغا كبيرا، وهذا يقودنا الى ان غياب او تغييب المتخصصين والمدربين في الناديين والقادرين على صناعة لاعبين جدد هو سبب مهم في عدم القدرة في رفد الفريق الاول بالعدد المناسب من اللاعبين المميزين من الفئات الاخرى.  وكذلك الخلاف الخفي او عدم التوافق بين الاندية وخاصة بين الناديين في امور معينة ادى الى استفحال هذه الازمة.   وكذلك فان الرياضة وخاصة كرة السلة لم تعد محط اهتمام الناس والرياضيين والمؤسسات في نابلس لاسباب مختلفة، بعكس المناطق الاخرى التي تعتبر كرة السلة هي نافذة حيوية للوصول الى اهداف عديدة.   من هنا فان التبرير بان السبب الرئيسي في انهيار السلة النابلسية هو عدم وجود صالة رياضية في نابلس ليس صحيحا فهو من باب تعليق الفشل على شماعة الصالة الرياضية، وحتى لو بنيت في نابلس صالتين فلن يتغير الحال. فالاندية النابلسية لم يكن لديها ابدا صالة رياضية ومع ذلك كانت متفوقة وبقيت قوية وصامدة رغم ملاعبها الاسفلتية التي خرجت مئات اللاعبين المميزين، ولكن الفارق الجوهري يكمن في ان الاخلاص والانتماء والتضحية ومحبة البلد والنادي من قبل الغالبية اصبحت مفقودة والانانية والمصالح الذاتية هي الغاية القصوى للكثيرين.    ان الاستفاقة من هذه الغيبوبة بحاجة الى حل خارجي، او الحل الذاتي وهو صعب التطبيق في ظل حالة اللامبالاة وهذه الاجواء السلبية التي تعيشها كرة السلة النابلسية من الادارات واللاعبين ومنهم اللاعبين القدامى والداعمين للعبة، وسيكون نتيجته الفشل لان المطلوب التعاون الكامل وتغيير العقلية الموجودة وتذويب المصالح الذاتية في المصلحة العامة.    والاسئلة المطروحة اين المؤسسات الاهلية والتجارية الداعمة، اين الاداريين والرياضيين واللاعبين الغيورين على انديتهم ومدينتهم، اين الشخصيات الاعتبارية ورجال الاعمال الداعمين من هذه الازمة الكبيرة ؟ وهي لعبة رياضية تمثل المدينة باكملها من خلال انديتها التي كانت دائما في الطليعة وكانت تمثلها في البطولات المحلية وفي التمثيل الخارجي وفي الانشطة السلوية الاخرى والتي كانت دائما تظهر وجه نابلس الحضاري والتاريخي والسياحي من خلال استضافتها لمؤسسات رياضية من الولايات المتحدة تقوم بانشطة رياضية وسياحية في المدينة؟ اين الغيرة والانتماء وحب البلد والتضحية من اجلها؟     هناك اندية اظهرت ورفعت اسم مدينتها او منطقتها الى مستوى عالي من خلال لعبة كرة السلة وجذبت ولا تزال تجذب الكثير من الشخصيات على جميع الاصعدة، وهي ايضا عامل جذب لجميع شرائح المجتمع والتي تساهم ايضا في النشاطات الاجتماعية المختلفة. ولنا في ذلك امثلة كثيرة اهمها عيبال وحطين اللذان كانا سابقا في المقدمة في هذا المجال واصبحا بلا حول ولا قوة، وفي السنوات الاخيرة ظهرت اندية كانت من الاندية العادية واصبح لها اسم وشهرة بسبب كرة السلة

مواضيع قد تهمك