اطلاله متميزة لتلفزيون فلسطين والمونديال دروس وعبر
بقلم : خالد عمار
لا يختلف اثنان على أن الكرة الصغيرة لعرس كأس العالم الجاري في المانيا قد احدثت كسوفاً من نوع آخر حيث حجبت بسحرها اهتمام الشعوب عن العالم بكرته الكبيرة .
واطلقت معشوقة الجماهير بخورها في كل بيت وشارع فخطفت الاضواء وشدت الانتباه وقلبت حياة العائلات الفقيرة والغنية ولم تستثني النساء والشيوخ الى جانب الشباب والاطفال فعزفت سيمفونيتها الرائعة ثلاث عروض يومياً فأججت المشاعروفجرت العصبية الدولية لمشجعي المنتخبات ، فهذا برازيلي وذاك ارجنتيني وآخر الماني فافريقي وآسيوي ، وما أغربها من تناقضات تستمد روعتها وبريقها من اختلافاتها في المكان الواحد والزمن الواحد ففي كل بيت تتنوع الآراء وكأنها الوان الطيف ، وهكذا هي نفس الصورة ونفس اللغة لكرة القدم التي اجتاحت قلوب المليارات من شعوب العالم على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ولم تقف عراقيل احتكار البث التلفزيوني الذي فرضته بعض شركات " البزنيس " امام اصرار المهتمين وعشاق اللعبة من ايصال الصورة والصوت الى القاعدة العريضة من المتعطشين لمصل " الفوتبول " ، الفقراء مالياً ولكنهم اغنياء بحبهم وتعطشهم للرياضه ومفاهيمها التي وجدت من اجلها .
ولأنني لا أحبذ موضوع احتكار كرة القدم كما حصل في هذه الدورة ومحاولة قطع الحبل السري الذي يربط " المعشوقة " بأمها وجماهيرها شعوب العالم ، فانني كرياضي اثمن كل من يعمل على نشر هذه اللعبة من اندية ومؤسسات ووسائل اعلام .
ان الحديث عن كرنفال المونديال ساقني لتسليط الضوء الى نقطتين اساسيتان الأولى تتعلق بمحطة تلفزيون فلسطين الارضية والنقلة النوعية التي قفزها في تغطيته لمباريات كأس العالم من خلال الحضور المتميز لمقدم البرنامج الاخ الرياضي عاهد زقوت والمحللين الكابتن غسان البلعاوي مدرب فريقنا الاولمبي والكابتن المجدلاوي والكابتن نعيم سلامه والمعلقين المنطلقين بجداره وثقة حازم عبد السلام وطارق ابو ريدة ، ولكوني اعلامياً ورياضياً أعرف أن هذا الجهد الرائع والنتاج الكبير لم يكن ليترجم على ارض الواقع الا بوجود ارادة واصرار وموهبة ومن خلفها جهود جبارة تعمل ليل نهار في ظل شح الامكانات المادية والظروف السياسية الصعبة ، فتحية احترام وتقدير لجميع طواقم الشاشة الفضية من عاملين ومحللين أكدوا على ان فلسطين حبلى بالمواهب والكفاءات وهي قادرة على العطاء والابداع اذا توفرت لها الفرصة .
أما النقطة الثانية فهي دعوة الى جميع الاندية في بلدنا وأخص اللاعبين والمدربين والمشرفين الرياضيين الاستفادة من هذا المونديال في مختلف الجوانب ، فكل مباراة بفضل تقنيات النقل والتصوير والاعادة والتحليل هي بمثابة دورة شاملة للاستفادة من اخطائنا المرتبطة باللعبة سواء على صعيد مفهوم القانون وتطبيقه والعلاقة مع الحكام أو تكتيك المدربين والخطط انتهاءً بالتنظيم والتخطيط الذي يثبت أنه اساس البناء والنجاح والتقدم .