كتب محمود السقا- رام الله

يأبى الاحتلال الآثم إلا ان يتمادى في غيّه وغطرسته وجبروته واستعلائه المقيت، فلا يترك من شروره وآثامه وسوءاته، كبيرة ولا صغيرة، إلا ويمارسها.
بالامس واصل جيش الاحتلال استهداف الحركة الرياضية، وكل ما يتفرع عنها، عندما اقتحم بصورة، سافرة وفجة، مقر اللجنة الاولمبية الفلسطينية في مدينة البيرة، غير عابىء، ولا مُهتم بأن هناك اجتماعاً رسمياً للمكتب التنفيذي ليضرب، بذلك، الميثاق الاولمبي الدولي، وكل ما يمتّ له بصلة عرض الحائط.
جيش الاحتلال عندما اقتحم مقر اللجنة الاولمبية فقد كان على عِلم وبيّنة انه مبنى لجسم رياضي، يرعى شؤون وشجون الحركة الرياضية، برمتها، فهناك لافتات ورموز تعريفية تُدلل على ذلك مثل علم اللجنة الاولمبية الدولية بحلقاته الخمس، وعلم الوطن الفلسطيني، لكن ورغم ذلك، فان الغُزاة داهموا المقر واحتجزوا اعضاء المكتب التنفيذي والكادر العامل، الذين كانوا يتأهبون للاجتماع.
هذا السلوك المُشين، ينبغي ان يدفع كافة الهيئات والاطر الرياضية، على امتداد مساحة العالم، كي يُنددوا بممارسات الاحتلال، وأن يرفعوا اصواتهم في وجهه ويقولوا له بصوت حاسم ورادع وزاجر.. كفى عبثاً وعربدة، وكفى انفلاتاً، كما الوحوش الضارية.
إن الوقفة الحاسمة في وجه شُذاذ الآفاق، وأشرار العالم، إنما تساهم في كبح جماح الاحتلال، وكافة رموزه، عن التوسع، افقياً وعمودياً، في اعتداءاته الهمجية، والتي سبق وان رسخها عشرات المرات، وكان في كل مرة يفلت من قبضة العقاب.
في تقديري ان اللجنة الاولمبية الدولية على المحك، فإما ان تُدين بأشد العبارات قسوة همجية الاحتلال، وهذا ما نامله ونتمناه، وإما ان تلوذ بالصمت، وهذا ما نأباه ونرفضه.