شريط الأخبار

يا له من درس!

يا له من درس!
بال سبورت :  

كتب محمود السقا- رام الله

الأمور في خواتيمها، هكذا قالت العرب، وهي على حق فيما ذهبت اليه. أليس مَنْ يَضحك أخيراً هو مَنْ يضحك كثيراً؟
فريق تشلسي الإنكليزي، نزع في لقائه امام مانشستر سيتي باتجاه بناء تحصينات دفاعية مُحكمة، بدأها بخط المنتصف، وصولاً الى خطه الخلفي، فكان من الطبيعي ان تكون نسبة الاستحواذ في صالح أبناء المدرب النابه "غوارديولا" بواقع 66% مقابل 34% لتشلسي، لكن الغلبة في نهاية المطاف كانت من نصيب"البلوز" وبثنائية مثيرة مقابل لا شيء، وهي نتيجة كبيرة في العُرف الكروي خصوصاً وأن فريقاً كبيراً، وظل متصدراً اللائحة حتى يوم امس، والمقصود هنا مانشستر سيتي، الذي تخلى، مُكرهاً، عن القمة، فتسلم زمامها ليفربول بفضل ثلاثية محمد صلاح، التي بوأته صدارة الهدافين، جنباً الى جنب، مع مهاجم الارسنال "اوباميانغ".
صراع المدربين بين "ساري" و"غوارديولا"، انتهى لصالح الأول، لأنه تسلح بالواقعية فحصد ما زرع، فقد كان يدرك مدى القوة، التي تمتع بها فريق مانشستر سيتي في كافة الخطوط، وقد تخلى، ساري، عن نزعته الهجومية، التي طالما عُرف بها، واتخذ من نهج اغلاق المنافذ المؤدية الى مرماه، من خلال الدفاع المتقدم، الذي يبدأ من خط المنتصف، والاعتماد على الهجمات المرتدة والخاطفة ونجح، بامتياز، في هذا النهج العقلاني فضرب مرمى مانشستر سيتي بثنائية، الأولى جاءت من هجمة سريعة ترجمها باقتدار اللاعب الهائل "كانتي" لهدف، والثانية جاءت من كرة ثابتة، وتحديداً من ركلة ركنية، تصدى لها "ديفيد لويز" برأسه وأودعها الشباك.
فواصل الاثارة، كانت حاضرة طوال مدة اللقاء، والشيء اللافت للانتباه ان الكرة عاقبت مانشستر سيتي بسبب عدم استغلال حالة الاستحواذ، التي رسخها لاعبوه، وأفرزت العديد من الفرص، التي كان مصدرها "رحيم سترلينغ".
حقائق كثيرة بلورها لقاء تشلسي ومانشستر سيتي، ويقف في مقدمتها ان أسلوب الاستحواذ لا قيمة له اذا لم يُترجم الى هزّ الشباك، في حين ان التأمين الدفاعي والضرب بالمرتدات، يفضي الى النيّل من الشباك، وهو الأسلوب الأمثل في الوقت الراهن، وقد تجلى ذلك بوضوح في المونديال الروسي الغارب، فالمنتخبات التي كان خيارها الاستحواذ غادرت المحفل المونديال مبكراً مثل اسبانيا.

مواضيع قد تهمك