شريط الأخبار

ثقافة الاعتذار

ثقافة الاعتذار
بال سبورت :  
كتب محمود السقا- رام الله "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" على هدي هذا الحديث الحسن والصحيح، سار اتحاد الكرة الالماني، ولم يتردد، ابداً، في اغتنام واهتبال مناسبة حلول عيد ميلاد اللاعب الالماني الجنسية التركي الأصل "مسعود اوزيل"، فأبرق مُهنئاً بعبارة مُختزلة تقول: "عيد ميلاد سعيد ايها البطل العالمي".    برقية اتحاد الكرة الالماني، جاءت في سياق استرضاء النجم الكروي الشهير "اوزيل"، الذي سبق وان اعلن اعتزاله اللعب من صفوف منتخب الكرة الالماني الملقب بـ "المانشافت"، رداً على الحملة العنصرية المسعورة، التي شنها الاعلام الالماني في اعقاب التقاط "اوزيل" صورة تذكارية مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ما ترتب عليها موجة محمومة وذات طابع عنصري بحت، مُتهمة "اوزيل" بأن ولاءه لتركيا، وليس لألمانيا، ليس هذا فحسب بل هناك مَنْ اتهم "اوزيل" صراحة بأنه لم يلعب بحرارة في المونديال الروسي الغارب، وهناك مَنْ طالب بطرده من المنتخب الالماني.   لفتة اتحاد الكرة الالماني، التي سبقها اعتذار رسمي، بادر اليه رئيس الاتحاد "راينهارد غرندل" تحمل في ثناياها رسائل كثيرة، ومضامين متعددة، لعل أبرزها: ثقافة العودة عن الخطا، وعدم التمسك به من باب الانتصار لمقولة: "عنزة ولو طارت".   الخطأ لا يمكن ان يُعالج بمثله، وانما يُعالج بالكفّ عنه، متوجاً بالاعتذار والترضية، بهذا الاسلوب الانساني الراقي والفريد، ينجح "الخواجات"، ويتعمقون في السير على طريق الابداع والتميز والتوهج والنهوض والازدهار.   مسؤولو اتحاد الكرة في المانيا شعروا بعقدة الذنب تجاه "اوزيل"، فسارعوا الى فتح الأبواب في وجهه، وهو يحتفل بعيد ميلاده الثلاثين، كي يُدافع، من جديد، عن الوان "المانشافت" الالماني، فهل يستجيب للاعتذار أم يمضي في الانتصار لكرامته، التي لا تُقدر بثمن؟

مواضيع قد تهمك