تحية للكابتن العنيد.. من قدسنا وناصرتنا
خالد إسحاق الغول
ببريق عينين طافحتين بالأمل، وبشفتين لامعتين كالبلور وقف يشدو بالنشيد الوطني الفلسطيني وكأنه يتهيأ لواقعة جديدة من وقائعه المعهودة على ارض الملعب، يرفرف النشيد على محياه بابتسام وكأنه يقف بين ألوف محتشدة يستلهم من نبضها لحن التواصل الذي لا ينقطع، وعلى كتفيه حط العلم المزركش بالحب وبالانتماء الى أصل الأشياء ومعانيها .. هكذا بدا الكابتن عزمي نصار في الاحتفال التكريمي الذي بادر إلى إقامته تجمع قدسنا للاتحادات الرياضية.
رسائل عدة حملتها هذه الزيارة الهادئة والرشيقة من أصدقاء أعزاء أحبوا عزمي نصار وذهبوا ليقولوا له بلا ملل ( نحبك يا عزمي) .. من القدس المكتظة بالأشواك جاءت قلوب ناعمة تخاطب القلب المتعب قلقا والرأس المشتعل حبا وتهنئه بهذا الحب وتعلن له أن الجغرافيا ربما تكون ميتة لكن القلوب الطيبة لا تعرف الحدود وتستعصي على الحواجز وسواتر الحقد.
ومن القدس حمل كل الذاهبين الى الناصرة حفنات من رسائل تمتد من رفح الى الناقورة مستفيدين من ( نعمة الاستثناء المؤقت) التي تمكنهم من تخطي الحواجز بلا (اتهامات) ، ويقولوا للكابتن على لسان المربي عبد اللطيف غيث ( جئنا لنحييك باسم كل الفلسطينيين في كل أرجاء الوطن ولنعبر لك عن الحب والتقدير والعرفان) وليؤكد عماد عكة الحارس السلواني الفذ سابقا ورئيس تجمع قدسنا حاليا على الرغبة العارمة في التواصل مع الاهل والاحبة في الناصرة والجليل والمثلث والنقب، وعلى مواصلة المسيرة بإرادة وصلابة مع ( أبو ريمون ) وأهله ومحبيه لكي يقود المنتخب في البطولات القادمة ويعود الى الملاعب بصحة وعافية وهمة عالية.
أما صديق الكابتن عزمي ونائب رئيس بلدية الناصرة السيد علي سلام فقد هربت الكلمات من بين شدقيه ليقولها بدموع تمردت عليه، وحشرجت الكلمات في الحلق، لتعود فتخرج مرتبكة لكنها عميقة ومعبرة بعيدا عن المبالغة والادعاء والتملق، ليؤكد بما تسرب من كلام على وحدة القلوب والعقول والمشاعر وعلى وحدة الشعب والهدف والمصير.
انه لقاء فلسطيني بامتياز قال فيه منير الغول لحظة تقدم الكابتن عزمي نصار الى المنصة اصدق الكلام وأجوده في مديح الانتماء والصلابة والعناد الجميل، وفي تجسيد الوفاء للذين يعطون فيخلصون ويستحقون بالتالي كل التقدير والتكريم، وعبر الجميع بمشاعر جياشة وعميقة عن أصل العلاقة وطبيعتها بين شطري البرتقالة الحزينة التي لن تكون على طبيعتها الا بتواصل حميم ومستمر، وبتفاعل ميداني مثمر يتجاوز تبادل البطاقات إلى حيز العمل الدائم على أساس التطبيع مع أنفسنا لأننا العود والقشر في نفس الوقت ولا نحتاج إلى من يحن علينا.
تحية الى الكابتن عزمي نصار وهو يعلن شغفه بالحياة ، ويطلق ابتسامته للشمس، وتحية الى هذا التجمع المقدسي الفتي المفعم بالحيوية، والذي يتململ بلا تلكؤ للقفز من لحظة الركود إلى زمن الفعل المؤثر والتفاعل الخلاق على هذه اللفتة الجميلة الصادقة.