أين هم السياسيون؟

كتب محمود السقا- رام الله
لن
يكتفي اتحاد الكرة بتنفيذ وقفة احتجاجية قبالة الممثلية الأرجنتينية في فلسطين، بل
سيمضي، قدماً، في خطواته الرياضية التصعيدية، كي يتأكد من وصول الصوت الفلسطيني
الهادر والمُطالب بالحق والعدل والانصاف، الى أبعد مدى.
بالأمس تفاعلت الاسرة
الرياضية مع مبادرة اتحاد الكرة، خصوصاً وانها تهدف الى حضّ اتحاد الكرة
الارجنتيني، كي يُعيد النظر بإقامة اللقاء الكروي المنتظر بين منتخبي: الارجنتين
ودولة الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما وان ملعب اللقاء سيقام فوق أراض قرية مدمرة هي
المالحة الواقعة في مدينة القدس.
كنت أتوقع ان اجد رجال
السياسة، وبأعداد طموحة ووفيرة، مُصطفين، كتفاً لكتف، الى جوار اشقائهم الرياضيين،
من اجل منح هالة أوسع وأعرض وأشمل من الأضواء لمسألة في غاية الأهمية، خصوصاً
وانها تمس عصباً حساساً في السياسة، فالقدس مستهدفة، والاحتلال، يستغل، على نحو
محموم، أية مناسبة، حتى وإن كانت ذات طابع رياضي، من اجل النيّل من هوية المدينة
المقدسة، واخضاعها بحيث تتناسب ومخططاته الهادفة الى تهويدها وتغيير معالمها،
وابقائها العاصمة الموحدة لكيانه الغاصب.
غياب السياسيين، امر غير
مُبرر، مهما كانت الذرائع والمسوغات، فالامر جلل، ويستحق وقفة حاشدة بحيث تطال
كافة الوان الطيف، الرياضي والسياسي والثقافي والفني وهلمجرا، خصوصاً وان رئيس
وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ما انفك يمزج وبشكل مُتعمد وسافر بين
الرياضة والسياسة، فقد سبق وان اتصل، هاتفياً، مع رئيس "الفيفا"
"انفانتينو"، ومارس عليه ضغوطات هائلة، من اجل عدم ادراج اندية
المستوطنات القائمة فوق أراض محتلة، على جدول اعمال كونغرس "الفيفا"، وها هو يعود ويكرر مشهداً مماثلاً، وقد تم التعبير عنه
بحرف مسار لقاء كروي بحيث يُقام في القدس المحتلة.