لماذا استقال ؟؟

كتب محمود السقا- رام الله
القائد الذكي والحصيف هو الذي يترك أثراً في نفوس، الذين يتولى مقدراتهم وشأنهم، والقائد الذي ينشد النجاح والتفوق والسموع والتحليق في اجواء المجد والرفعة هو الذي يُفجر طاقات الابدع والقوى الكامنة في النفوس، من خلال التشجيع والتحفيز وطيب المعاملة.
شيء من هذا القبيل، رسخه المدرب الفرنسي الجنسية، الجزائري الاصل، زين الدين زيدان، فكان من الطبيعي ان تلهج السنة لاعبي "الريال"، مجتمعين، بالثناء له، وابداء الأسف والأسى في اعقاب استقالته من تدريب "الملكي"، وهو المتوج للتو، أي قبل خمسة ايام بأمجد الكؤوس، والمقصود، هنا، دوري ابطال اوروبا.
لقد شكلت استقالة زيدان المفاجئة صدمة حقيقية، ليس فقط لكبار النجوم في الريال امثال: رونالدو وراموس وكروس ومارسيلو ومودريتش، والقائمة تطول بل لرئيس النادي "فلورنتينو بيريز" امبراطور العقارات في اسبانيا.
تُرى لماذا استقال زيدان، وهو المرتبط بعقد حتى العام 2020، وهو الذي قاد الريال للتويج تسع مرات؟
القراءات الاولى، تشير الى ان قيادة الريال وانصاره يقرون ويعترفون ويُقدرون، عالياً، ما قدمه زيدان، على مدار عامين ونصف العام، لكنهم ليس من السهل قبول ان يخرج فريقهم من الموسم الكروي الحالي خالي الوفاض من دون تتويج لا بالدوري ولا بالكأس، فكيف اذا كان الفارق في النقاط بينه وبين الغريم التقليدي 18 نقطة، وهذا الفارق الشاسع لا يليق، ابداً، بسمعة ومكانة الريال.
ربما هناك امور اخرى، دفعت زيدان للاستقالة، وتتجلى بإصراره على الإبقاء على نفس التشكيلة، وهو ما يرفضه بيريز، لأن بقاء الحال معناه: ان مستوى الريال سيكون متذبذباً، أكان في عروضه او نتائجه او فاعلية خطوطه، خصوصاً خطي: الدفاع والهجوم.