وفي الليلة الظلماء يفتقد "الامير"..

عبد القادر الخطيب / تونس
عضو اللجنة الاولمبية الفلسطينية
تمر علينا اليوم الخميس 31 ايار من كل عام الذكرى الاليمة الحزينة التي غاب فيها عنا قمر القدس واميرها الراحل فيصل الحسيني بالعام 2001، كان لي شرف العمل مع الراحل فيصل الحسيني في بيت الشرق الذي كان يعد بمثابة الحكومة الفلسطينية وبيت الامة بكل ما تحمله الكلمة من معان.
وأنا أتابع دراستي الان لشهادة الدكتوراة في الجمهورية التونسية الشقيقة، لم أغادر القدس وأتابع تفاصيلها أولا بأول، وتابعت بشغف ما نشر في صحيفة القدس وشبكة بال سبورت عن يوميات الراحل فيصل الحسيني الرياضية التي تنشر بالقدس من ارشيف وكالة بال سبورت.
وأذكر تماما كم كان الراحل قريبا وشغوفا بالرياضة الفلسطينية عامة والمقدسية خاصة، حيث كان دائم الحضور في المشهد الرياضي المقدسي سواء حضوره الدائم في ملعب المطران او زياراته الدائمة لمقار الاندية المقدسية، أو أعتصامه البطولي الغير مسبوق بالتاريخ المقدسي حين أقام على أرض برج اللقلق وواصل الليل بالنهار للحفاظ عليها من المصادرة والتهويد، ومعه القدس كاملة برجالها ونسائها وشيبها وشبابها، وكان هذا الاعتصام الذي تواجد به الكثير من الاجانب المتضامنين مع قضيتنا العادلة بمثابة خطوة من خطوات العصيان المدني السلمي "المتبع حاليا"، وكان الامير هو السباق لهذه الفكرة التي أتت أُوكلها وأصبحت مدرسة تعلم في حركة النضال السلمي التي بدئها في مطلع الانتفاضة الاولى المجيدة الدكتور مبارك عوض.
رافقت الراحل في الكثير من الزيارات للاندية المقدسية وشاهدت كيف أستدان الكثير من الاموال كي تواصل هذه الاندية والمؤسسات عملها وتقديم رسالتها لخدمة ابناء المدينة، كان الراحل يحب هلال القدس وأبناء الجبل وسلوان والعربي بيت صفافا ودائم المتابعة لنشاطاهم ومن قبل كان مع نادي الخريجين، وأولى المعهد العربي الرياضي ونادي القدس أهمية خاصة كونهم خارج دائرة كرة القدم.
وعلينا ان لا ننسى أيضا أن اول لمديرية القدس مقر في وزارة الشباب الرياضة والرياضة عقب عودة السلطة لأرض الوطن كان في مقر بيت الشرف نفسه وبجانب مكتب ابو العبد، حيث تراس المديرية آنذاك المناضل الصديق نبيل ابو عمر.
واليوم أستذكر تماما حين كنا نرافقه في بعض الأحيان خلال ممارسته الرياضة في صالة جمعية لشبان المسيحية بالقدس التي كان احيانا يأتيها طوعا وأحيانا يأتيها بناء على نصائح الأطباء.
طبعا لا ننسى ان مقر بيت الشرق الصامد بالقدس كان محجا للوفود الرياضية العربية والدولية الزائرة للمدينة ولا ننسى الصورة التي نشرت بالقدس قبل يومين لفريق الوحدات الاردني خلال زيارته بيت الشرق ومثلها.
وأخيرا لا ننسى انه كان في حله وترحاله حول العالم يحمل هموم مدينته في حقيبته ويكون الشأن الرياضي جزءا من هذه الهموم والبرامج التي يجند لها الاموال، وهو أول من فكر وبادر لأقامة مدينة رياضية بالقدس بالقرب من الكلية الابراهيمية الا ان هذا المشروع لم يكتمل لرحيل الفيصل.
وختاما علينا ان لا ننسى المقولة الخاصة التي أصبحت مثل العلامة التجارية الخاصة به والتي كان يقولها للوفود الرياضية العربية والاجنبية وغيرها "تعالوا زورا القدس ، فزيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان"، وايضا المقولة التي لا تقل اهمية عنها "اشتر زمنا في القدس".