محمد صلاح يوحد العرب

كتب محمود السقا- رام الله
تفاوتت ردود الأفعال على خلفية الإصابة التي تعرض
لها اللاعب العربي المصري، محمد صلاح، على يد "سيرجيو راموس"، وهناك
مَنْ صبّ جام غضبه على مدافع الريال، ونعتوه بأقذع وأفظع الأوصاف، وهناك مَنْ
اعتبر ان تدخله كان طبيعياً، وهناك مَنْ أنحى باللائمة على محمد صلاح نفسه، عندما
دسَّ يده تحت ذراع "راموس" فما كان من الأخير الا أن هوى وسحب الفرعون
المصري خلفه، ما تسبب باصابته في تمزق في الاوتار، وهي إصابة، تحتاج من أسبوعين
الى ثلاثة للشفاء التام منها، وفقاً لآخر تقرير طبي، صدر في اعقاب تصوير صلاح
بالرنين المغناطيسي.
حجم التعاطف الواسع، الذي
حصده محمد صلاح، على مستوى الوطن العربي، يجعلنا نهتف من اعماقنا مرددين عبارة:
"عاشت كرة القدم"، لأنها وحدها، التي وحدت العرب، وهم الذين يعيشون أسوأ
حالات التشرذم والتشظي والتفكك والانعزال والاقتتال.
الالتفاف العربي حول محمد
صلاح، دفعني كي استحضر النموذج الفلسطيني، خصوصاً في الشق المتعلق بوحدة حال
الحركتين: الشبابية والرياضية، وكل ما يتفرع عنهما، وكيف ان هذه الاسرة على قلب
رجل واحد، رغم التباين في المواقف السياسية بين بعض الفصائل والأحزاب.
كنا نُمني النفس ان يكون
محمد صلاح في قمة حضوره الذهني والبدني والفني في نهائي دوري الابطال، كي ينافس،
بقوة، على الكرة الذهبية، وكنا نأمل ان يواصل مشوار الابداع والتميز، وان لا يُصاب
بمكروه، لكن بالمقابل أليست كرة القدم عبارة عن روح قتالية ووثابة وإصرار وعزيمة،
وهي بالجمل الرجولة بعينها، وان ما حدث مع محمد صلاح ربما يندرج في هذا الاطار؟
ألم يتسبب لاعب ليفربول "روبرتسون" بإصابة "كارفخال"، فسار
على خطى صلاح، فغالبته دموعه وخرج باكياً يندب حظه العاثر مثلما فعل صلاح، علماً
ان "روبرتسون" نال بطاقة صفراء في حين لم ينل "راموس" اية
عقوبة؟
محمد صلاح لاعب كبير،
والاهم من ذلك، انه خلوق ودمث وملتزم، دينياً وأخلاقياً، امنيات الشفاء العاجل
لصلاح، أما "راموس" فحبذا لو يتم التدقيق في الحادثة ليتبين الخيط
الأبيض من الخيط الأسود.