كتب محمود السقا- رام الله

كثيراً ما يتردد السؤال: لماذا تنجح المواهب والكفاءات العربية في اثبات حضورها، واحياناً توهجها لا سيما عندما يُسعفها الحظ، وتتواجد في بلدان الغرب الاوروبي، وغيره من البلدان، خصوصاً التي تحترم رعاياها.
هذا السؤال أجاب عنه العالم المصري الراحل، د. احمد زويل، عندما قال: "الغرب ليسوا عباقرة، ونحن لسنا أغبياء، ھم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل.
أقرب مثال يمكن الاسترشاد به، اللاعب المصري محمد صلاح، هداف الدوري الانكليزي برصيد 32 هدفاً، وأفضل لاعب في "البريمرليغ"، وافضل لاعب افريقي محترف في الدوري الانكليزي، وقائمة لائحة الشرف تطول.
عندما تهيأت له الظروف، البعيدة عن شُبهة المحاباة والمجاملة والممالأة فقد نبغ وتفوق على اقرانه، المنضوين في دوري، يضم ما لا يقل عن 67% من اللاعبين الوافدين من مختلف بلدان العالم.
عندما كان محمد صلاح، ينشد النجومية، ويستأنس في نفسه القدرة على اصابتها، طرق أبواب نادي الزمالك، من اجل الاحتراف في صفوفه، لكنه فوجىء برد قاس وخشن وعنيف ولا يليق، ومن اسف انه صدر على لسان رئيس النادي، ممدوح عباس، وليس عن مدرب كرة متخصص، فنظر الى محمد صلاح من "تحت لفوق" على رأي اشقائنا المصريين، واصدر حكماً قاطعاً بأن الفرعون المصري لا يليق للدفاع عن الوان ناد كبير مثل الزمالك، هكذا بمنتهى البساطة.
الفرق بيننا وبين المجتمعات الناهضة والمتطورة أن أفرادها يحترمون الفرد الكفوء، ولا يضعون العصي في دواليب نجاحاته، كما نفعل نحن، وطالما بقيت هذه المعادلة تحكم سلوكنا، فإننا سنظل كما نحن نُراوح في نفس المكان.