في الطريق لاستعادة عافيته

كتب محمود السقا- رام الله
هل تعافى "الفدائي الكبير" من الخسارة، التي سبق وتلقاها
على يد منتخب الكرة العُماني الشقيق، ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات بطولة كأس أمم
آسيا، المقررة في الامارات العام المقبل، من خلال "التعادل الأبيض" امام
المنتخب العراقي يوم اول من امس؟
جوابي على السؤال نعم،
فقد استعاد الفدائي عافيته، من خلال آدائه المتوازن والمقبول في كافة الخطوط، وإن
كان يفتقد للمسة الاخيرة، وهذا ما تجلى بوضوح في الفرص السانحة، لكن أياً منها لم
يُترجم لهدف، في حين أدّى رجال خط الظهر ما عليهم، وكالعادة فقد كان رامي حمادة
الحارس الامين، من خلال ردات فعله ومرونته الممتازة فذاد عن شباكه بكل حضور
ونجومية وبسالة.
اللعب مع منتخب كان، وفي
تقديري ما زال، يحظى بسمعة طيبة امر في غاية الأهمية، لأن مثل هذه اللقاءات هي
التي تكشف لنا واقع المنتخب، والى أين وصل؟ مثلما تُميط اللثام عن مواطن القوة
والضعف.
لا ننسى ان
"الفدائي"، لعب بغياب مجموعة لا بأس بها من اللاعبين المؤثرين، اكانوا
محليين ام محترفين في الخارج، وانطبق الامر نفسه على منتخب "اسود
الرافدين"، فلم نشاهد سوى اللاعب المحترف في صفوف فريق اودينيزي الايطالي علي
عدنان.
" الفدائي"، يحتاج الى رفع وتائر لياقته البدنية، وهذا لن يتاتى
الا من خلال قناتين، الاولى المواظبة على اللقاءات الدولية الودية مع منتخبات، ولا
اقول فرقاً، شريطة الا تكون اقل مستوى منه، اما القناة الثانية فلا تخرج عن اطار
المسابقات الرسمية الاتحادية، وفي مقدمتها بطولة الدوري، ولأنها متوقفة، حالياً،
فاننا نأمل انجاز برنامج اعدادي متكامل العناصر، على ان يُعرض على الدائرة الفنية
في اتحاد الكرة، والايعاز للقائمين عليها ابداء ملاحظاتهم، مُعززة بهامش، يتضمن
تقدير موقف.
امام
"الفدائي" مُتسع من الوقت، ومن المهم ان يستثمره على افضل وجه، تمهيداً
للظهور الجيد في نهائيات أمم آسيا، من اجل التاكيد ان موقعه على سلم تصنيف
"الفيفا" ليس عبارة عن قفزة في الهواء، وانما قفزة حقيقية، تحققت بالجهد
والمثابرة.