قميص "إنييستا"

كتب محمود السقا- رام الله
الرسائل،
التي تُروج لها الحركة الرياضية، عموماً، وكرة القدم على وجه الخصوص، كثيرة
ومتعددة الأشكال والأوجه والمضامين، وفي تقديري ان اهم وأبرز هذه الرسائل لا تخرج،
ابداً، عن اطار بناء الجسور بين الرياضيين والشباب، وغرس قيم نبيلة وأصيلة وذات
قيمة على نحو: بث أجواء المحبة والتقدير والاحترام المتبادل بين اللاعبين، وتقديم
هذه القضايا، المهمة، عما سواها، والمقصود هنا الجانب المتعلق بالنتائج.
راق لي المشهد، الذي
رسخه قائد فريق ريال مدريد الاسباني، سيرجيو راموس، وهو يندفع باتجاه زميله
إنييستا، من اجل الظفر بقميصه، وهو ما تحقق له، خصوصاً وان رسام برشلونة البارع،
ودع ملاعب "الليغا" من بوابة الكلاسيكو، الذي جمع الريال مع
"البرسا"، والذي انتهى بالتعادل الايجابي بهدفين لمثلهما.
سيرجيو راموس، سارع الى
التلويح بقميص إنييستا، وهو في قمة الغبطة والفرح والسرور والانشراح، وكأنه ظفر
بجائزة نفيسة.
هذه هي رسالة
كرة القدم، إنها تؤسس لأجواء من المحبة والتسامح والتعاضد بين اللاعبين، رغم
التنافس الشرس داخل الميدان، لكنه ينبغي ألا يُفسد للود قضية، فمن حق كل فريق ان
يتطلع الى انجاز الفوز واصابته، لكن لمجرد اسدال الستار عن اللقاء، فان المشهد
ينبغي ان يتحول الى التاكيد على بناء علاقات، تنهض على الاحترام والحب.
لقاء الكلاسيكو بين
عملاقي اسبانيا الاخير، تخلله شد عصبي ونفسي ما دفع ببعض اللاعبين الى الخروج عن
المألوف بالاعتداء على بعضهم بعضاً، لكن ذلك الفصل البائس لم تمتد آثاره وزوابعه
الى بعد اللقاء، على العكس فقد شاهدنا المصافحة والعناق بين اللاعبين، وهذه هي
رسالة الرياضة السامية، وما فعله سيرجيو راموس وانييستا درس بليغ، يقف في وجه آفة
التعصب اللعينة والمقيتة.