كتب محمود السقا- رام الله

مجرد أن القى المدير الفني لفريق الأرسنال عصا الترحال، ووضع حداً لمسيرته التدريبية الحافلة، التي امتدت، على مدار اثنين وعشرين عاماً، مع الفريق المُلقب بـ "المدفعجية"، وقاده الى احراز 16 بطولة، فقد آثر المدرب الفرنسي ان يضع خلاصة خبراته وتجاربه، وكل ما جناه وحصده في متناول كل مَنْ يرغب في الاستفادة والتعلم، وينشد التطوير والنهوض والسمو في عالم كرة القدم بشكل عام، والحركة الرياضية على وجه الخصوص، كون هذا القطاع اصبح المُحرك الرئيسي لدواليب عالم الاقتصاد.
النصائح، التي صدرت على لسان "ارسين فينغر" أنقلها كما جاءت، من دون "رتوش" او تزويق، او حتى تدخل في عملية الصياغة.
اقرأوا معي: "أهم عُنصر للنجاح الايمان بقدرات البشر"، وفي اقتباس آخر يقول: "هناك نور داخل الانسان، يجب ان تُخرجه منه".
أكتفي بهذا القدر من الاقتباس، الذي صدر على لسان "أرسين فينغر"، وهو على مشارف السبعين عاماً، واستأذن بالتعليق، واخص بالذكر كل مَنْ يتموقع خلف عجلة القيادة، اكان على رأس مؤسسة او وزارة او اتحاد أو ناد ومركز وهلمجرا، وأقول لهؤلاء: إن بث الثقة في نفوس البشر، من خلال التشجيع والتحفيز هي التي تُفجر ينابيع المواهب في نفوس اللاعبين والاداريين، وهي التي تدفع على بذل قصارى الجهد ومضاعفة العمل والاخلاص والتفاني، من اجل اصابة النجاح.
اسلوب المدرب "فينغر" التحفيزي الممزوج بالهدوء ورباطة الجأش، هي التي جعلته يصطف في طابور المُنتجين، وهي التي دفعت الكثيرين كي يُقدروا جهده وعمله وعطاءه، وهي التي جعلت كل مَنْ عمل في ظل ادارته ان يتفانى، ويدأب على كل ما يُقربه من لغة الانجازات والانتصارات. أليست الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء؟