كتب محمود السقا- رام الله

يُوصي بسام جودة، مسؤول مدرسة الموهوبين الكروية في مدينة الظاهرية أبناءه من اللاعبين الواعدين، وصايا اقرب إلى الدُّرر النفيسة، أنقلها كما هي، لأنها حافلة بالدلالات والمعاني ذات المضامين الجوهرية يقول: تعلموا الاحترام قبل كرة القدم، تعلموا الانضباط قبل الفوز، تعلموا الانتماء قبل الأنا، تعلموا الصبر كي تصلوا.
حقاً إنها وصايا عظيمة المعنى والمغزى، وممارستها، قولاً وفعلاً وسلوكاً ونهجاً، في الأكاديميات الرياضية من شأنها أن تطرح لنا ثماراً رائعة المذاق.
الملاعب، على اختلاف ألوانها وأشكالها ومسمياتها، وُجدت من اجل أن تُكمل رسالة البيت والمدرسة والجامعة، خصوصاً في الشق المتعلق بزرع قيم نبيلة وأصيلة في نفوس الناشئة.
نَعلم أن الفوز هدف استراتيجي، يسعى إلى معانقته الجميع، على أن ذلك ينبغي أن يكون مشروطاً بحيث لا يتحقق إلا عبر قنوات الاحترام المتبادل والانضباط، الأشبه بانضباط الجنود والعسكر، وأيضاً من خلال الانتماء والصبر.
غرس مثل هذه المفاهيم في نفوس أجيالنا اعظم واهم واكثر قيمة ووزناً من الفوز، فنحن نتطلع لبناء أجيال تتسلح بالانتماء والوفاء للوطن، أولاً، ومن بعد ذلك للأسرة والمؤسسة وهلمجرا.
إنجاز الانتصارات، أكان في الميادين الرياضية أم سواها، لا يتحقق إلا من خلال وصايا بسام جودة، هذا الرياضي المخضرم، الذي يُطل علينا بين الفينة والأخرى، ليضع في متناولنا كل ما هو جدير بالاحترام، ورفيع الشأن والمنزلة، فالشكر الوافر هو اقل ما يمكن أن نقدمه لهذا الرجل المعطاء والمخلص والمُصر على أن ينقل تجربته التربوية الناجحة والواسعة والثرية لملاعب الكرة، التي يعشقها، لأنه خرج من رحمها، وأنا على يقين انه سوف يصيب أهدافه، التي رسمها، بكل أناة وصبر، في نهاية المطاف، وأراهن أن المقام لن يطول به.