كتب محمود السقا- رام الله

إذا اردت ان تنجح فعليك بالالتزام والانضباط والمثابرة والجدّ والاجتهاد، ألم يقل الشاعر: وما ليل المطالب بالتنمني/ولكن تؤخذ الدنيا غلابا؟
الذي ينشد الرفعة والنهوض والسمو عليه ان يبذل الجهد والعرق بسخاء، وكل من يتطلع الى اصابة النجاحات، كبيرها وصغيرها، يتحتم عليه الدأب والمواظبة على التدريبات.
اللاعب المصري، ولاعب ليفربول الانكليزي، محمد صلاح، تسلح بالانضباط والالتزام، فكان من الطبيعي ان يركب امواج النجاح، وان يصبح الرقم الصعب في أصعب دوري على وجه الأرض، والمقصود، هنا، الدوري الانكليزي.
سلوك محمد صلاح ونهجه أصبح محفوظاً عن ظهر قلب، فلمجرد الانتهاء من التدريبات، فان وجهته المباشرة بيته واسرته واطفاله، بعيداً عن أجواء الصخب والسهر، وما يترتب عليهما من شراب و"شقاوة" وما شابه.
محمد صلاح أصبح نموذجاً رفيع القيمة والمنزلة والشأن للأجيال، ليس فقط، العربية والاسلامية، بل في انكلترا وبلاد الغرب، وكل من يتعاطى مع الكرة.
لقد سبق محمد صلاح الى الدوري الانكليزي اسماء مصرية كثيرة، لكنها لم تنجح ولو في ترك أية بصمة، رغم ان أصحاب تلك الأسماء كانوا يتسلحون بالمواهب الطاغية، وأذكر في هذا الصدد عمرو زكي، فقد كان لاعباً موهوباً، ويمتلك جسماً يؤهله كي يبدع، خصوصاً في الكرات الهوائية، التي كان يجيدها، لكنه لم يصمد طويلاً فَقفل عائداً الى بلاد الكنانة.
من اهم الدوروس، التي رسخها محمد صلاح، والتي بالامكان الاستفادة منها في عالم الكرة، المثير والممتع والشيق، التواضع الجمّ، والتسلح بالاخلاق الحميدة، والحرص الصارم على تطوير قدراته ومواهبه.