كتب محمود السقا- رام الله

"التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ"، ربما انطبق هذا الحديث الحسن والصحيح على زين الدين زيدان، مدرب فريق ريال مدريد، فقد تخلى عن عناده واستبدل كريم بنزيمة، وايسكو، وحتى لاعب الارتكاز الموهوب، كاسيمرو، ومنح اضواءه الخضراء لكل من بيل وفاسكيز واسينسيو، وثلاثتهم، ولمجرد حلولهم في الميدان، فقد احدثوا الفارق، فقد دبت روح الحماس في شرايين واوصال "الريال" واصبح الاكثر استحواذاً ووصولاً لمرمى فريق باريس سان جرمان الزاخر بالنجوم الأفذاذ وفي طليعتهم نيمار.
فوز الملكي بثلاثية، هل يعني ان الامر قد قضي وانتهى كل شيء؟ وانه سوف يُحلق في فضاءات الدور نصف النهائي لمسابقة كأس ابطال الدوري، الذي لا ينازعه ولا يضارعه احد في ارتقاء منصاته، 12 مرة، رقم قياسي؟
في تقديري ان الامر لم ينته، وان لقاء الرد المقرر في حديقة الامراء سوف يحمل في احشائه الكثير..الكثير، فالفريق الباريسي انفق ملايين اليوروهات، من اجل ان يتجاوز عقدة الدور ربع النهائي، تمهيداً للمنافسة على اللقب، وبمقدوره ان يلامس اهدافه خصوصاً وانه يمتلك خط هجوم نارياً بوجود نيمار وكافاني ومبابي.
إذا أراد "الريال" المرور بسلام من موقعة حديقة الامراء "العويصة"، فينبغي على زيدان ان يتخلى عن مكابرته، وان يبدأ بنفس التشكيل، الذي رجح كفته في "البرنابيو"، فوجود بيل واسينسو وفاسكيز من الاهمية، والشد من أزر ناتشو في حال غياب كارفخال لا يقل اهمية، خصوصاً في ظل صعوبة الحد من خطورة الفتى البرازيلي.